خفض الفائدة الأميركية ينعش الأسواق.. واستقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري

في خطوة طال انتظارها، أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي مساء الأربعاء عن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لينخفض النطاق المستهدف إلى 3.75% – 4.00%، في ظل مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ سوق العمل الأميركي وارتفاع معدلات البطالة.

ورغم هذا القرار المؤثر على الاقتصاد العالمي، فقد شهد سعر الدولار أمام الجنيه المصري استقرارًا ملحوظًا في ختام تعاملات اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025، دون أي تغيرات كبيرة في مختلف البنوك المصرية.

قرار الفيدرالي.. بين التضخم والتوظيف

أوضح بيان الفيدرالي أن القرار جاء استجابة لتزايد المخاطر السلبية على سوق العمل، بعد تباطؤ وتيرة خلق الوظائف وارتفاع معدل البطالة بشكل طفيف.
وأكد البنك أن النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة لا يزال ينمو بوتيرة معتدلة، لكنه أشار إلى استمرار الضبابية بشأن مستقبل التضخم، الذي رغم تراجعه إلى نحو 3%، ما زال أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2%.

ويهدف القرار إلى تحقيق توازن بين دعم سوق العمل وكبح التضخم، وسط ترقب عالمي لتداعيات الخفض على الأسواق المالية وسعر صرف الدولار.

الإغلاق الحكومي وتأثيره على السياسة النقدية

تطرق الفيدرالي في بيانه إلى تأثير الإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة، الذي أدى إلى نقص البيانات الاقتصادية الرسمية، مما جعل صناع القرار يعتمدون على مؤشرات بديلة لتقدير الأداء الاقتصادي.
وقد ساهم هذا النقص في البيانات في دفع الفيدرالي لاتخاذ قرار خفض الفائدة كإجراء احترازي لتجنب تباطؤ أعمق في الاقتصاد.

استقرار الدولار أمام الجنيه المصري رغم خفض الفائدة

بالتزامن مع إعلان الفيدرالي قراره، سجل سعر الدولار أمام الجنيه المصري استقرارًا في معظم البنوك المصرية مع نهاية تعاملات الأربعاء، دون أي تغيرات تُذكر.

وفيما يلي أسعار الدولار في عدد من البنوك:

ويعزو محللون هذا الاستقرار في سعر الصرف إلى سياسة البنك المركزي المصري الهادفة للحفاظ على التوازن النقدي، إضافة إلى استقرار تدفقات النقد الأجنبي وتحسن الاحتياطي النقدي خلال الأشهر الماضية.

تأثير محتمل على الأسواق العالمية والمحلية

من المتوقع أن يؤدي خفض الفائدة الأميركية إلى تراجع نسبي في عوائد السندات الأميركية، ما قد يدفع بعض المستثمرين إلى التحول نحو الأسواق الناشئة بحثًا عن عوائد أعلى.
ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن هذا القرار قد يخفف الضغط على العملات في الدول النامية، ومن بينها الجنيه المصري، على المدى المتوسط.

توقعات المرحلة المقبلة

رغم خفض الفائدة، أكّد الفيدرالي الأميركي أنه سيراقب مؤشرات التضخم وسوق العمل بدقة قبل اتخاذ أي خطوات جديدة، بينما يتوقع خبراء الاقتصاد أن تواصل مصر استقرار سياستها النقدية خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع اتجاه الأسواق نحو توازن نسبي في سعر الدولار عالميًا.