الناجي الوحيد من تحطم الطائرة الهندية: مُنحت الحياة ولكن سُلِبت سعادتي
 
كشف الناجي الوحيد من حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية، الذي وقع في يونيو الماضي وأسفر عن وفاة 260 شخصًا، عن معاناته النفسية العميقة بعد نجاته من الكارثة التي غيرت حياته بالكامل.
وقال فيشواش كومار راميش، الذي يقيم في مدينة ليستر البريطانية، إن الذكريات المؤلمة للحادث جعلته غير قادر على مغادرة غرفته، رغم مرور أربعة أشهر على المأساة.
وأكد راميش، في تصريحات لصحيفة "تليجراف" البريطانية، أن نجاته جاءت "مصحوبة بثمن غالٍ"، بعدما فقد شقيقه ضمن الضحايا، مشيرًا إلى أن حياته وحياة أسرته "تدمرت تمامًا" بعد الحادث.
تحطم بعد 11 ثانية من الإقلاع
وقع الحادث في 12 يونيو الماضي عندما تحطمت طائرة بوينج 787 دريملاينر التابعة للخطوط الجوية الهندية، الرحلة رقم AI171، بعد 11 ثانية فقط من إقلاعها من مطار أحمد آباد غرب الهند، وهي في طريقها إلى لندن. وأسفر الحادث عن مقتل 241 راكبًا و19 شخصًا على الأرض، بينهم 53 بريطانيًا.
وكان راميش، رجل الأعمال البالغ من العمر 39 عامًا، جالسًا في المقعد 11A، وتمكن من الزحف خارج الطائرة من خلال فتحة انفصلت عن جسم الطائرة قبل انفجارها، ليظهر لاحقًا في مقطع فيديو عالمي وهو يترنح حافي القدمين ومغطى بالدماء وسط الحطام.
ذكريات تطارده يوميًا.. ونوم لا يتجاوز ساعات قليلة
وأوضح الناجي الوحيد أنه لا يستطيع النوم أكثر من 3 إلى 4 ساعات يوميًا بسبب "ذكريات الماضي" المستمرة، مؤكدًا أنه لا يستطيع التحدث عن تفاصيل اللحظات الأخيرة داخل الطائرة بسبب شدتها النفسية.
وقال راميش: "لقد وهبت الحياة، لكن سُلبت مني كل سعادتي… عائلتي دُمرت بالكامل."
وأضاف أن نقاش الحادث داخل الأسرة "مستحيل"، إذ يعاني والداه وشقيقه الأصغر من انهيار نفسي بعد فقدان الابن الأكبر.


فقدان الأخ.. والصدمة تستمر
روى راميش بحرقة أن شقيقه أجاي كان "قوته وكل شيء في حياته"، مؤكدًا أن رحيله ترك فراغًا لا يمكن تعويضه؛ وخلال المقابلة، ارتدى قبعة نيويورك يانكيز تكريمًا لأخيه الراحل الذي كان يرتدي قبعة مشابهة يوم وقوع الكارثة.
وقال بصوت مكسور: "أنا في غرفتي وحدي… لا أحب التحدث كثيرًا… أعاني كل يوم."
وأشار إلى أن الصدمة النفسية أثّرت عليه جسديًا أيضًا، مؤكدًا أنه يحاول التأقلم مع حياة جديدة مليئة بالألم والحنين، بعد أن تحول من رجل ناجح ومستقر إلى شخص يكافح يوميًا لاستعادة اتزانه النفسي.