أشهر أكلات شم النسيم 2025.. الرنجة والفسيخ على مائدة المصريين رغم التحذيرات

منوعات

أشهر أكلات شم النسيم
أشهر أكلات شم النسيم 2025.. الرنجة والفسيخ على مائدة المصريي

رغم أن المصري لم يعد يقدّم لزوجته زهرة لوتس عند شروق الشمس كما كان يفعل أجداده الفراعنة، إلا أن طقوس الاحتفال بمناسبة شم النسيم 2025 لا تزال حيّة، بل تتجدد كل عام بروح مصرية أصيلة. إذ يحتفظ المصريون بعادات متوارثة تتجلى في إعداد موائد عامرة بأشهى أطباق الأسماك المملحة، وعلى رأسها البوري المملح (الفسيخ) والرنجة.

طقوس المصريين في شم النسيم من أيام الفراعنة وحتى اليوم.

يعود الاحتفال بموسم شم النسيم إلى العام 2700 قبل الميلاد، في أواخر عهد الأسرة الفرعونية الثالثة. منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، تحرص العائلات المصرية في كل شم النسيم على تناول الفسيخ والبصل والخس والملانة، والبيض الملوّن الذي يُحضَّر في الليلة السابقة للمناسبة.

ويُعتبر تلوين البيض طقسًا مبهجًا، لا يزال يحظى بحب الأطفال والكبار، وفي شم النسيم 2025، كما في كل عام، تفضل العائلات استخدام الألوان الطبيعية: الأخضر من البقدونس، والبيج من قشر البصل، والأحمر من البنجر أو الكركديه، والأصفر من الكركم، والبنفسجي من قشر الباذنجان، وغيرها من الألوان المستخلصة من النباتات.

من الطقوس الطريفة التي ما زالت حاضرة في بعض البيوت المصرية خلال شم النسيم 2025، إيقاظ أفراد العائلة صباحًا ببصلة تقرَّب من أنوفهم، وهي عادة فرعونية قديمة كان يُعتقد أنها تجلب الصحة وتطرد الأرواح الشريرة.

وتستعد الأسر لهذا اليوم من خلال سلق الترمس وتمليحه، وهي عملية قد تستغرق يومين أو أكثر، إلى جانب زراعة الحلبة في أطباق كبيرة لتزيين المائدة بفروعها الخضراء وتناولها كوجبة خفيفة، ومن أبرز مظاهر الاحتفال كذلك إعداد فطيرة شم النسيم، وهي فطيرة عجين مضفرة بشكل دائري أو مستقيم، تُزيَّن بعجينة السكر الملونة والشوكولاتة وتقدَّم في طبق ملون من البامبو.

وفي شم النسيم 2025، لا تغيب الخيارات المتنوعة عن مائدة المصريين، إذ تلجأ بعض العائلات لتحضير أنواع أخرى من الأسماك، مثل البوري والدينيس المشوي بالردة أو بالزيت والليمون، أو في صينية بالفرن مع البطاطس، ويُقدم بجانبها أرز الصيادية.

 وتبقى أسماك السردين المملحة والأنشوجة ضمن الخيارات الشهيرة، إلى جانب سلطة الرنجة المخلوطة بالطحينة والفلفل بألوانه المختلفة.

ولم تغب أسماك الباكالا المملحة التي كانت تُباع قديمًا في محال البقالة عن ذاكرة بعض المصريين الذين يرون أنها كانت ضيفًا ثابتًا على مائدة شم النسيم. ولا تكتمل المائدة دون طبق الطماطم المتبلة بالخل أو الملح والثوم، والبصل الأخضر الموسمي الذي يُعد النجم الحقيقي لهذا اليوم.

يتميّز شم النسيم 2025، كما في الأعوام السابقة، بتجمعات عائلية واسعة، حيث تجتمع الأسر في بيت الجد أو الجدة، وتُقدَّم الأطعمة وسط أجواء بهجة وضحك وذكريات جميلة. وتخرج العائلات إلى المتنزهات والحدائق العامة، فيما يفضل البعض الرحلات البحرية أو زيارة الشواطئ مع ارتفاع درجات الحرارة.

تقول رنا مراد (34 سنة): «يعتبر يوم شم النسيم هو عيد الفرح الحقيقي لنا، ولا تكتمل فرحته دون الفسيخ والرنجة. نتجمع كل سنة في بيت جدتي، نفطر البيض الملون، ونأكل فطيرة شم النسيم، ونوزع الشوكولاتة للأطفال على شكل أرانب وبيض ملون».

ومع تنامي المخاوف من تسمم الأسماك المملحة، بدأت كثير من الأسر في شم النسيم 2025 بإعداد الفسيخ في المنزل لضمان سلامته، دون أن يُلغي ذلك التهافت المعتاد على شرائه من المحال.

يقول جورج سعيد (40 سنة): «بمجرد أن تمر بجوار المحلات، تشعر بأجواء شم النسيم 2025؛ فالرنجة تملأ الواجهات، وطوابير الشراء لا تنتهي، وخصوصًا ليلة العيد، يمكن أن تقف بالساعات لتحصل على الفسيخ والرنجة».

ومهما تطورت الحياة، يبقى شم النسيم 2025 واحدًا من أكثر المناسبات ارتباطًا بالوجدان المصري، ممزوجًا بين عبق التاريخ وروح البهجة، بين الزهور والبيوت المليئة بالضحك والألوان والأسماك المملحة.