حامل وتشعرين بالتوتر؟.. دراسة حديثة تكشف تأثيرًا مفاجئًا على صحة الجنين

منوعات

بوابة الفجر

الحمل رحلة استثنائية مليئة بالتغيّرات الجسدية والعاطفية، ويُعدّ من أهم المراحل في حياة المرأة، لكن في الوقت الذي يحمل فيه مشاعر الفرح والترقّب، قد يكون أيضًا مصدرًا للقلق والتوتر بسبب التحوّلات الكبيرة في الجسم، والمخاوف المتعلقة بصحة الجنين، والتحديات المهنية والعائلية.

لكن الجديد هو أن التوتر أثناء الحمل لا يقتصر تأثيره على الأم فقط، بل قد يترك "بصمات بيولوجية" على الطفل قبل حتى أن يولد، وفقًا لما توصلت إليه دراسة علمية حديثة.

بصمات التوتر تظهر قبل الولادة

أظهرت الدراسة، التي نُشرت ضمن مشروع FELICITy الدولي بالتعاون مع الجامعة التقنية في ميونيخ وجامعة واشنطن، أن توتر الأم أثناء الحمل يُمكن أن يغيّر الجزيئات الدقيقة للحمض النووي الريبوزي (RNA) لدى الجنين، وتحديدًا لدى الإناث.

قاد البحث فريق من الجامعة العبرية في القدس، برئاسة البروفيسورة هيرمونا سوريك، حيث حللوا عينات دم الحبل السري لأكثر من 120 رضيعًا ووالدتهم؛ وركّزوا على شظايا الحمض النووي الريبوزي الناقل (tRNA fragments)، وهي جزيئات تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم التعبير الجيني، وتحديدًا تلك المرتبطة بالميتوكوندريا.

تغيرات بيولوجية دقيقة ولكن مؤثرة

أظهرت النتائج أن الفتيات حديثات الولادة لأمهات عانين من مستويات توتر عالية خلال الثلث الأخير من الحمل، أظهرن انخفاضًا كبيرًا في شظايا tRNA المرتبطة بوظائف الدماغ والجهاز المناعي؛ من اللافت أن هذا التغير البيولوجي كان أكثر وضوحًا لدى الإناث، بينما أظهر الذكور مستويات أعلى من إنزيم "أسيتيل كولينستراز" (AChE)، مما يدل على اختلال في نظام الاستجابة للتوتر منذ الولادة.

تداعيات مستقبلية محتملة

تشير هذه التغيرات إلى وجود خلل مبكر في النظم العصبية والمناعية، ما قد يفسر لاحقًا قابلية بعض الأطفال للإصابة باضطرابات في النمو العصبي أو مشكلات نفسية؛ ونجح الباحثون من خلال الذكاء الاصطناعي في التمييز بين الفتيات المعرّضات وغير المعرّضات لضغط ما قبل الولادة بدقة وصلت إلى 95%.

راحة الأم حماية لصحة الجنين

تقول شاني فاكنين تريدل، إحدى قائدات الدراسة: "تُظهر نتائجنا أن بيئة الأم النفسية تؤثر بيولوجيًا على الجيل القادم رعاية صحة الأم النفسية أثناء الحمل أمر بالغ الأهمية ليس فقط للأم، بل لصحة الطفل مدى الحياة".