دعاء الرياح والعواصف وسط تحذيرات الأرصاد من الطقس السيئ

أطلقت الهيئة العامة للأرصاد الجوية تحذيرات عاجلة بشأن سوء الأحوال الجوية اليوم الأربعاء، نتيجة تأثر البلاد بمنخفض جوي خماسيني، يصاحبه نشاط ملحوظ في حركة الرياح المثيرة للرمال والأتربة، ما يؤدي إلى تدنٍ في الرؤية الأفقية واضطراب في الأحوال الجوية بعدة مناطق.
وفي ظل هذه التقلبات، يزداد بحث المواطنين عن دعاء الرياح والعواصف كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لما تحمله هذه الأدعية من رجاء في الرحمة والنجاة من البلاء.
دعاء الرياح والعواصف كما ورد في السنة النبوية
أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن من السنة القولية المأثورة عند هبوب الرياح أن يقول المسلم:
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ"
(رواه مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها)
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى السماء قد تغيّرت، دخل وخرج وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سُرّي عنه، كما روت عائشة رضي الله عنها، وقال:
"يا عائشة، كما قال قوم عاد: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا)" [الأحقاف: 24]
النهي عن سبّ الرياح.. أدعية مأثورة وأحكام شرعية
نهى النبي ﷺ عن سبّ الرياح، كما ورد في الحديث الصحيح عن أبي بن كعب رضي الله عنه:
"لاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ، وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ"
(رواه الترمذي)
كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال:
"الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا"
(رواه الإمام أحمد في مسنده)
أدعية إضافية عند الرياح الشديدة والعواصف
ورد في رواية ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان إذا هبّت الريح جثا على ركبتيه وقال:
"اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا"
(رواه الطبراني والشافعي)
رأي الفقهاء في الصلاة عند هبوب الرياح والكوارث الجوية
اتفق عدد من علماء المذاهب الأربعة على استحباب الصلاة والدعاء عند الرياح الشديدة، حيث قال الإمام الكاساني الحنفي:
"تُستحب الصلاة في كل فزع؛ كالريح الشديدة والزلزلة والظلمة والمطر الدائم".
وأكد الإمام الزرقاني في شرحه على مختصر خليل:
"أرى أن يفزع الناس للصلاة عند الأمر المفزع مما يُخشى أن يكون عقوبة من الله تعالى؛ كالهزات الأرضية، والظلمة، والريح الشديدة".
كما قال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج":
"يُسن لكل أحد أن يتضرع بالدعاء عند الزلازل والرياح والصواعق، وأن يصلي في بيته منفردًا".