مرض اضطراب تعدد الشخصيات.. مأساة نفسية تفتت هوية الإنسان وتنهي حياته

اضطراب تعدد الشخصيات: مأساة نفسية تفتت هوية الإنسان وتبحث عن علاج.. تعرف على اضطراب تعدد الشخصيات أو اضطراب الهوية الانفصالي، أسبابه النفسية المرتبطة بالصدمات، أعراضه المعقدة، وأساليب العلاج النفسي.
إقرأ المزيد.. العنف ضد الأطفال يسبب جراح نفسية عميقة وآثار اجتماعية مدمّرة..كيف تحمي طفلك؟
اضطراب تعدد الشخصيات مرض نادر يقلب كيان الإنسان
يعاني المصابون باضطراب تعدد الشخصيات – أو ما يُعرف علميًا بـ "اضطراب الهوية الانفصالي" – من حالة نفسية معقدة ونادرة تتسم بوجود شخصيتين أو أكثر داخل الفرد الواحد.
كل شخصية لها سماتها، عمرها، وميولها، وتتحكم بالسلوك والوعي بالتناوب، ما يسبب ارتباكًا شديدًا في حياة المصاب.
جراح نفسية عميقة خلف تعدد الشخصيات
حيث تشير الدراسات إلى أن 90% من المصابين بالاضطراب مروا بتجارب صادمة في طفولتهم مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي، أو فقدان أحد الوالدين، أو العيش في عزلة قسرية طويلة.
ويتعامل الدماغ مع هذه المآسي بانفصال النفس عن الواقع كآلية دفاعية، ما يؤدي إلى خلق "هويات بديلة" تحاول حماية الفرد من الألم النفسي.

أعراض تحبس المريض بين العوالم
كما لا يقتصر الاضطراب على تغير الشخصيات، بل يصاحبه فقدان للذاكرة، اكتئاب حاد، قلق دائم، اضطرابات النوم، ميول انتحارية، وهلوسات سمعية وبصرية.
وقد يكون لبعض الشخصيات ميول عدوانية، أو تصرفات غير منطقية تضر بالمريض أو من حوله.
و في ظل هذا التشظي، يعيش المريض صراعًا يوميًا يحول دون تواصله الطبيعي مع المجتمع.
الأمل في العلاج يبدأ بالفهم والدعم
رغم صعوبة العلاج، إلا أن التدخل النفسي المكثف يحقق نتائج واعدة.
يعتمد الأطباء على العلاج المعرفي السلوكي لتوحيد الشخصيات، وفهم الجذور العميقة للاضطراب.
ويُستخدم التنويم المغناطيسي في بعض الحالات لتسهيل استعادة الذكريات المؤلمة.
أما الأدوية فتساعد فقط في تهدئة الأعراض المصاحبة، مثل الاكتئاب أو القلق.
ضحية بين الشخصيات: من يستمع لنداء المريض؟
وراء كل حالة اضطراب تعدد شخصيات إنسان يبحث عن الأمان، وفهم المجتمع، واحتضان العلاج.
الاهتمام بهذه الفئة لا يتطلب فقط أدوات طبية، بل وعيًا إنسانيًا يتفهم معاناتهم ويساندهم لاستعادة هويتهم المنهكة.