لماذا سُمّي يوم التروية بهذا الاسم؟.. معاني ودلالات في شعائر الحج

لماذا سُمّي يوم التروية بهذا الاسم؟.. معاني ودلالات في شعائر الحج.. تعرف على سر تسمية يوم التروية، اليوم الثامن من ذي الحجة، وما يحمله من معانٍ دينية وتاريخية كل ما تريد معرفته عن أعمال الحجاج في هذا اليوم وأسماء بقية أيام الحج.
إقرأ المزيد..كيفية استقبال عشر ذي الحجة.. مواسم عظيمة تتطلب الاستعداد الجاد
يوم التروية.. بداية رحلة الحج الأعظم في الشريعة الإسلامية
حيث يُعد يوم التروية، الذي يوافق الثامن من شهر ذي الحجة، محطة رئيسية في رحلة الحجاج إلى بيت الله الحرام، حيث تبدأ أولى خطوات الانتقال إلى المشاعر المقدسة.
ويأتي هذا اليوم قبل الوقوف بعرفة، الذي يُعد الركن الأعظم في الحج، ويحمل اسم "يوم التروية" دلالات متعددة مستمدة من التراث الديني والتاريخ.
أصل التسمية.. بين الرواية والماء والرؤيا
سُمي يوم التروية بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا "يترَوَّون" فيه الماء في مكة استعدادًا للتوجه إلى عرفات، حيث لم يكن هناك ماء متوفر.
ويقول الإمام الأعمش: "إنّما سُمِّي يوم التروية؛ لأنّ الناس كانوا يرتوون فيه الماء إلى عرفات".
كما يُنسب سبب التسمية أيضًا إلى نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، حينما بدأ يتروى في تفسير رؤيا ذبح ابنه، هل هي من الله أم مجرد حلم.
ويُطلق عليه أيضًا "يوم النقلة"، لأن الحجاج في هذا اليوم ينتقلون من مكة إلى منى، إيذانًا ببدء مناسك الحج بشكل فعلي.

ماذا يفعل الحاج في يوم التروية؟
يُستحب في هذا اليوم أن يُحرم الحاج إذا لم يكن قد أحرم بعد.
أما المتمتع فيحرم للحج، بينما القارن والمفرد فيظلان على إحرامهما الأول.
ويتوجه الحاج بعد الإحرام إلى منى قبل الزوال، ليقيم هناك ويؤدي الصلوات الخمس قصرًا دون جمع، ويكثر من الذكر والدعاء وقراءة القرآن.
ويبيت الحاج في منى حتى صباح يوم عرفة، كما فعل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث صلى فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم انطلق إلى عرفات بعد طلوع الشمس.
أيام الحج.. أسماء ومعانٍ تربوية لأيام الحج
أسماء تحمل دلالات مهمة:
- فاليوم التاسع هو "يوم عرفة".
- والعاشر "يوم النحر".
- والحادي عشر "يوم القَرّ".
- والثاني عشر "يوم النفر الأول".
- والثالث عشر "يوم النفر الثاني".
- وتُعرف الأيام من العاشر إلى الثالث عشر باسم "أيام التشريق"، وهي الأيام التي قال عنها الله تعالى في القرآن: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ).
يحمل يوم التروية معاني إيمانية عميقة، ويُعد نقطة الانطلاق الفعلية لرحلة الحج الروحية. فهو ليس مجرد يوم في تقويم الحج، بل بداية لرحلة عظيمة في رحاب الطاعة والسكينة.