كيفية التعامل مع المريض النفسي: (دليل شامل)

يُعدّ التعامل مع المريض النفسي أمرًا حساسًا يتطلب قدرًا كبيرًا من الفهم، والصبر، والوعي، فالصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، والمريض النفسي يحتاج إلى رعاية ودعم مناسبين ليتمكن من تجاوز أزماته والاندماج في المجتمع.
أولًا: فهم طبيعة المرض النفسي
المرض النفسي هو اضطراب يؤثر على التفكير، والمزاج، والسلوك، وقد يؤدي إلى خلل في قدرة الفرد على التعامل مع الحياة اليومية.
من أنواعه: الاكتئاب، القلق، الفصام، اضطراب ثنائي القطب، اضطرابات الشخصية، والوسواس القهري.
🖐️ لا تحكم على المريض من تصرفاته، بل حاول أن تفهم أن ما يمر به خارج عن إرادته.
ثانيًا: أسس التعامل مع المريض النفسي
1. الاحترام والتقدير
عامله بكرامة ودون تهكم أو تقليل.
لا تستخدم الألفاظ الجارحة مثل: "أنت مجنون"، أو "أنت تتوهم".
2. الاستماع الفعال
استمع إليه باهتمام دون مقاطعة.
أظهر تعاطفك وتفهمك لمشاعره.
3. الصبر وعدم الغضب
المريض النفسي قد يتصرف بطريقة غير متوقعة، فكن صبورًا.
تجنب النقاش الحاد أو استخدام أسلوب الأمر.
4. تشجيعه على العلاج
لا تجبره، ولكن ساعده على إدراك أهمية العلاج.
شاركه في اختيار المعالج أو الطبيب النفسي إذا أمكن.
ثالثًا: دعم المريض داخل الأسرة
- وفر له بيئة آمنة ومستقرة.
- شارك في جلسات العلاج الأسري إذا طُلب منك ذلك.
- راقب حالته النفسية ودوّن أي تغييرات مفاجئة.
- لا تعزله عن الأسرة أو المجتمع، بل حاول إشراكه في الأنشطة.
رابعًا: ماذا تفعل في حالات الأزمات النفسية؟
إذا أظهر سلوكًا عدوانيًا أو ميولًا انتحارية:
- ابقَ هادئًا.
- أزل أي أدوات حادة من المكان.
- اتصل بالطبيب المعالج فورًا أو اطلب الإسعاف.
إذا انسحب من الحياة الاجتماعية أو توقف عن تناول العلاج:
- تحدث معه بهدوء عن مخاوفك.
- شجّعه بلطف على استئناف العلاج.
- استشر الأخصائي النفسي أو الطبيب.
خامسًا: ما لا يجب فعله أبدًا
- لا تسخر من مرضه أو تذكره بأخطاء الماضي.
- لا تقلل من معاناته أو تتجاهل شكواه.
- لا تتخذ قرارات بالنيابة عنه دون احترام رأيه.
التعامل مع المريض النفسي يتطلب وعيًا واحتواءً حقيقيًا، فالكلمة الطيبة، والدعم النفسي، والاحترام، يمكن أن يكونوا بوابة نحو الشفاء. علينا جميعًا أن نكسر وصمة العار المرتبطة بالأمراض النفسية ونتعامل معها كما نتعامل مع أي مرض جسدي، بروح إنسانية ودعم دائم.