أحذر ترك الشاحن في الفيشة قد يؤدي إلى حرائق مميتة

في ظل موجات الحر الشديدة التي تشهدها البلاد خلال فصل الصيف، تتزايد التحذيرات من ممارسات يومية قد تبدو بسيطة لكنها تحمل في طياتها مخاطر جسيمة على الأرواح والممتلكات. من بين هذه العادات الشائعة، ترك شاحن الهاتف المحمول موصولًا بمقبس الكهرباء دون استخدامه، وهي ظاهرة باتت تمثل خطرًا متصاعدًا في كثير من المنازل.
استهلاك خفي وخطر واضح
حسب خبراء في مجال الكهرباء والطاقة، فإن الشاحن يستمر في سحب الكهرباء من المصدر حتى بعد فصل الهاتف عنه. ورغم أن كمية الاستهلاك تبدو ضئيلة، إلا أن تراكم هذا السحب مع الوقت يؤدي إلى سخونة مكونات الشاحن، خاصة في حال ارتفاع درجات الحرارة أو وجود تهوية غير كافية، ما يهيئ بيئة مناسبة لنشوب حرائق كهربائية.
ارتفاع الحرارة يعزز الاشتعال
ارتفاع درجة حرارة الجو في فصل الصيف يزيد من احتمالية سخونة الشاحن بصورة غير طبيعية، خصوصًا إذا كان الشاحن مقلدًا أو مصنوعًا من خامات غير مطابقة للمواصفات القياسية. ويؤكد أن "أغلب الشواحن الرخيصة لا تحتوي على أنظمة حماية من السخونة أو القفلات الكهربائية، مما يجعلها خطرًا حقيقيًا عند تركها في التيار لفترات طويلة".
حرائق منزلية بسبب الشاحن
سُجلت العديد من الحوادث المنزلية في السنوات الأخيرة تعود أسبابها إلى شرارة كهربائية ناتجة عن شاحن مهمل في الفيشة، خاصة إذا وُضع بالقرب من مواد قابلة للاشتعال كالستائر أو الأثاث الخشبي. وتشير تقارير الحماية المدنية إلى أن "شواحن الهواتف ضمن أكثر الأسباب شيوعًا في حوادث الحرائق البسيطة داخل المنازل".
خطر على الأطفال والحيوانات
إلى جانب خطر الحريق، فإن ترك الشاحن موصولًا بالكهرباء يمثل تهديدًا إضافيًا لأمان الأطفال أو الحيوانات الأليفة داخل المنزل، حيث قد يتعرضون لصدمة كهربائية عند ملامسة السلك أو الشاحن، خاصة إذا كانت الطبقة العازلة تالفة.
نصائح السلامة من خبراء الطاقة
ولتفادي هذه المخاطر، يوصي الخبراء بعدد من التدابير الوقائية الأساسية:
- فصل الشاحن من الكهرباء فور الانتهاء من الاستخدام.
- استخدام شواحن أصلية وموثوقة فقط.
- عدم ترك الشاحن في الأماكن المعرضة لأشعة الشمس المباشرة أو الحرارة العالية.
- قطع التيار الكهربائي عن الشواحن أثناء السفر أو غياب أصحاب المنزل لفترات طويلة.
- مراقبة أي تغير في حرارة الشاحن أو رائحته أو أداءه.
في النهاية، قد تبدو هذه العادة بسيطة وغير مؤثرة، لكنها تحمل في طياتها خطرًا حقيقيًا لا يُستهان به، خاصة مع ظروف الطقس القاسية في الصيف. ومن باب الحذر والسلامة، تبقى الوقاية دائمًا خير من الندم.