كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد: دليل شامل للأهل والمربين

منوعات

كيفية التعامل مع
كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد: دليل شامل للأهل

التوحد ليس مرضًا، بل هو اضطراب عصبي نمائي يؤثر على طريقة تفاعل الطفل مع الآخرين وعلى تطوره اللغوي والسلوكي. يختلف كل طفل مصاب بالتوحد عن الآخر، ولكن التعامل معهم يحتاج إلى صبر، فهم، وتواصل مخصص.

أولًا: ما هو التوحد؟

التوحد (Autism Spectrum Disorder - ASD) هو طيف من الاضطرابات العصبية التي تؤثر على:

التواصل اللفظي وغير اللفظي

الاهتمامات والسلوكيات المتكررة

التفاعل الاجتماعي

غالبًا ما يظهر التوحد خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وتختلف درجاته من خفيفة إلى شديدة.

ثانيًا: أساسيات في فهم الطفل المصاب بالتوحد

  • الطفل يرى العالم بطريقة مختلفة، لذلك لا تفسري سلوكه على أنه عناد أو سوء تصرف.
  • الروتين يشعره بالأمان، وأي تغيير مفاجئ قد يسبب له قلقًا شديدًا.
  • التواصل ليس دائمًا بالكلمات، فقد يستخدم إشارات، إيماءات، أو نظرات ليعبّر عن نفسه.
  • الضوضاء، الإضاءة، والملمس يمكن أن تكون مزعجة جدًا له (فرط الحساسية الحسية).

ثالثًا: كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد

  • 1. التقبل والدعم النفسي
  • اقبلي طفلك كما هو، وامتنعي عن المقارنات مع الأطفال الآخرين.
  • وفري له بيئة مليئة بالحب، الحنان، والطمأنينة.
  • لا تظهري الإحباط أمامه إذا لم يستجب بسرعة
  • . وضع روتين يومي ثابت
  • حافظي على جدول منتظم للنوم، الطعام، اللعب، والعلاج.
  • أعدي جداول مصورة بالأنشطة اليومية لمساعدته على الفهم.

3. التواصل بطرق مختلفة

  1. استخدمي صورًا أو بطاقات تعبيرية (وسائل التواصل البصري).
  2. احرصي على التحدث بجمل بسيطة وواضحة.
  3. كافئيه عندما يحاول التواصل بأي طريقة، حتى إن كانت بسيطة.

4. تعزيز السلوك الإيجابي

  1. شجعيه على المهارات الاجتماعية والسلوكيات الجيدة بالمكافأة.
  2. تجاهلي السلوكيات السلبية غير المؤذية أحيانًا حتى لا تعززيها.
  3. استخدمي أسلوب التعزيز الإيجابي بدلًا من العقاب.

5. الألعاب التعليمية والعلاج باللعب

  1. اختاري ألعابًا تنمّي المهارات الحسية واللغوية.
  2. شاركيه اللعب بطريقة تناسب مستواه واهتماماته.

قدّمي له أنشطة تركز على التركيز، التناسق، والتفاعل الاجتماعي.

6. العمل مع الأخصائيين

  • استشيري أخصائي تحليل سلوك تطبيقي (ABA)، أو أخصائي تخاطب، أو علاج وظيفي.
  • تابعي خطة علاجية منتظمة تناسب حالة طفلك.
  • تواصلي مع المدرسة أو الحضانة لتوفير بيئة داعمة هناك أيضًا.

رابعًا: التعامل مع نوبات الغضب أو القلق

  • ابقي هادئة، لا تصرخي ولا تعنّفيه.
  • حاولي فهم سبب النوبة: هل هو تغيير في الروتين؟ ضجيج؟ جوع؟ تعب؟
  • وفري له مكانًا هادئًا يلجأ إليه إذا شعر بالانزعاج.
  • استخدمي وسائل تهدئة حسية: مثل بطانية ثقيلة، أصوات هادئة، أو لعبة مفضلة.

خامسًا: إشراك الأسرة والمجتمع

  1. اعلمي أن الأخوة والأقارب بحاجة إلى التوعية أيضًا لفهم التوحد.
  2. اشركي الطفل تدريجيًا في المناسبات الاجتماعية بطريقة منظمة.
  3. ابحثي عن مجموعات دعم أو مراكز متخصصة للتواصل مع أسر أخرى.

سادسًا: العناية بصحة الطفل

  • راقبي نظامه الغذائي، فبعض الأطفال يعانون من تحسس من أطعمة معينة.
  • راقبي نومه، ووفري له روتين نوم هادئ.
  • حافظي على زيارات منتظمة لطبيب الأطفال.

سابعًا: احرصي على تنمية الاستقلالية

  1. ساعديه على اكتساب المهارات اليومية (ارتداء الملابس، استخدام الحمام، تناول الطعام).
  2. شجعيه على اتخاذ قرارات بسيطة (اختيار ملابسه، نوع الطعام، اللعبة).

الطفل المصاب بالتوحد يحتاج إلى حب غير مشروط، وصبر كبير، وفهم عميق لطبيعته. ومع الدعم المناسب، يستطيع أن يحقق تقدمًا ملحوظًا في مهاراته وقدرته على التواصل مع العالم من حوله.