هل تعاني من صعوبة في التعبير عن مشاعرك؟ علامات تكشف تأثير الإهمال العاطفي في الطفولة

يُعد الإهمال العاطفي أحد أخطر التجارب التي قد يتعرض لها الإنسان في طفولته، رغم كونه أقل وضوحًا من العنف الجسدي أو اللفظي.
فالكثير من السلوكيات التي نراها غير مفهومة في حياتنا اليومية قد تكون انعكاسًا لتجارب قديمة ارتبطت بغياب الدعم النفسي والانفعالي أثناء سنوات التكوين المبكرة.
الإهمال العاطفي: جرح صامت يترك أثرًا طويل الأمد
حسب ما نشره موقع Parent From Heart، فإن الإهمال العاطفي لا يعني بالضرورة سوء المعاملة أو التعرض للإيذاء، بل يكمن في غياب الاستجابة العاطفية، وعدم إشباع احتياجات الطفل النفسية بالشكل الكافي.
هذه الفجوة في الرعاية قد تترك آثارًا نفسية عميقة تظهر لاحقًا في طريقة تعامل الشخص مع ذاته ومع الآخرين.
صعوبة في التعبير عن المشاعر
من أبرز علامات الإهمال العاطفي في الطفولة، هي عدم القدرة على التعبير عن المشاعر أو حتى فهمها.
الطفل الذي نشأ في بيئة لا تعترف بمشاعره، أو لا تمنحه المساحة الآمنة للتعبير عنها، قد يتعلم كبت أحاسيسه واعتبارها غير مهمة.
وهذا ما يجعله، عند البلوغ، يواجه تحديات كبيرة في بناء علاقات صحية أو إدراك حالته النفسية بدقة.
الشعور بالفراغ أو الانفصال
يشير الخبراء إلى أن الإهمال العاطفي يترك أثرًا ملموسًا على الدماغ، حيث يضعف من تكوّن المسارات العصبية المرتبطة بالارتباط العاطفي.
وبالتالي، قد يعاني الشخص في شبابه أو بلوغه من شعور دائم بالفراغ أو الانفصال عن الآخرين، رغم تواجده في بيئة داعمة.
الخوف من الاعتماد على الآخرين
كثير من الذين تعرضوا للإهمال العاطفي يطوّرون اعتمادًا مفرطًا على الذات.
إذ يتشكّل لديهم اعتقاد عميق بأن الاعتماد على الآخرين أمر غير آمن، ما يدفعهم لرفض المساعدة أو إخفاء احتياجهم للدعم، حتى عندما يكونون في أمسّ الحاجة إليه.
صعوبة بناء الثقة
الثقة عنصر جوهري في العلاقات الإنسانية، إلا أن من نشأ في بيئة عاطفية غير مستقرة قد يجد صعوبة في الوثوق بالآخرين.
فالتجارب المبكرة التي افتقرت للدعم قد تترك شعورًا دائمًا بأن الآخرين لن يكونوا موجودين عند الحاجة، وهو ما يولّد عزلة نفسية حتى وسط التجمعات الاجتماعية.
شعور بالاختلاف وعدم الانتماء
من العلامات اللافتة أيضًا، شعور دائم بأن الشخص مختلف عن الآخرين، ليس بالمعنى الإيجابي، بل بأنه لا ينتمي أو لا يفهم كيف يتفاعل مثلهم.
هذا الإحساس قد يولّد قلقًا اجتماعيًا داخليًا، ويزيد من فجوة التواصل العاطفي حتى مع أقرب الناس.
انتقاد الذات بشكل مفرط
غالبًا ما يكون النقد الذاتي انعكاسًا داخليًا لتجربة شعور بالنقص وعدم التقدير في الصغر. فمن لم يتلقَ رسائل دعم إيجابية من المحيطين به في الطفولة، يكبر وهو يشعر أنه عليه أن يكون مثاليًا ليكون جديرًا بالحب، ما يؤدي إلى جلد الذات وملاحقة وهم الكمال.
صعوبة طلب المساعدة
الطفل الذي لم يختبر استجابة لمساعدته عند حاجته، يتعلم أن الاعتماد على الآخرين ليس خيارًا متاحًا.
وعليه، ينشأ وهو يميل لتجنب طلب الدعم، ويرى في ذلك ضعفًا أو خطرًا قد يعرضه للرفض أو الإحراج، حتى أثناء الأزمات.
علاقات سطحية ومخاوف من الانكشاف
العلاقات العميقة تتطلب قدرًا من الانكشاف العاطفي، وهو ما يتجنبه من نشأ في بيئة جافة عاطفيًا.
فهؤلاء يفضلون العلاقات الخفيفة التي لا تتطلب مشاركة عاطفية كبيرة، وقد يكون الحاجز الأساسي داخليًا، متمثلًا في شعور بعدم الاستحقاق أو الخوف من الفقدان.