زميلك في العمل مكتئب؟ دليلك الشامل لمساعدته ودعمه دون تخطي الحدود

بيئة العمل ليست فقط مكانًا لإنجاز المهام، بل هي مجتمع صغير نعيش فيه ساعات طويلة يوميًا. وفي هذا المجتمع قد يعاني أحد الزملاء من الاكتئاب بصمت، دون أن يطلب المساعدة. فكيف تلاحظ ذلك؟ وكيف تساعده دون التدخل المفرط في خصوصياته؟ إليك الدليل الشامل للتصرف بحكمة وإنسانية.
أولًا: كيف تكتشف أن زميلك يعاني من الاكتئاب؟
علامات الاكتئاب تختلف من شخص لآخر، لكن هناك مؤشرات عامة يمكنك ملاحظتها، مثل:
- انعزال مفاجئ أو تجنب الزملاء.
- تغير في الأداء الوظيفي (تأخير، بطء، قلة التركيز).
- مزاج متقلب أو انفعالات غير مبررة.
- مظهر مهمَل أو تغير ملحوظ في العناية بالنفس.
- تعبيرات لفظية سلبية متكررة (مثل "مش فارقة"، "كل حاجة سودة").
ثانيًا: خطوات عملية لمساعدة زميلك دون ضغط
ابدأ بالاستماع دون حكم
تحدث معه على انفراد وبأسلوب غير مباشر مثل:
"لاحظت إنك مش على طبيعتك اليومين دول، لو في حاجة مضايقاك وحابب تتكلم أنا موجود."
كن داعمًا بصمت واحترام
لا تلح عليه بالكلام إن لم يرغب، لكن أظهر وجودك من خلال كلمات بسيطة، أو دعوات للخروج أو مشاركة وجبة.
لا تقلل من مشاعره
تجنب عبارات مثل "ما تكبرش الموضوع" أو "شد حيلك"، لأنها قد تُشعره بالتقليل من معاناته.
شجّعه بلطف على طلب المساعدة
يمكنك قول:
"أحيانًا الحديث مع متخصص بيساعد جدًا، لو حابب أعرفك على دكتور كويس ممكن أساعدك."
كوّن بيئة عمل إيجابية
حاول أن تكون قدوة في نشر الروح الإيجابية، وادعمه أمام الآخرين إن تعرض للتنمر أو التقليل من قيمته.
ثالثًا: ما يجب تجنبه تمامًا
- لا تنقل مشكلته للمدير إلا إذا كانت هناك خطورة على حياته أو حياة الآخرين.
- لا تحاول تقديم "تشخيص نفسي" أو نصائح علاجية دون علم.
- لا تحشر نفسك في خصوصياته أو تحاصره بالأسئلة.
رابعًا: متى تتدخل بجدية أكبر؟
إذا لاحظت علامات خطر مثل:
- الحديث عن الانتحار أو فقدان الرغبة في الحياة.
- التوقف الكامل عن التواصل أو الحضور للعمل.
- انهيارات نفسية متكررة أو بكاء دون سبب واضح.
- في هذه الحالة، يجب التدخل بمسؤولية عن طريق الاتصال بالموارد البشرية أو استشارة طبيب مختص فورًا.
خامسًا: هل يمكن لفريق العمل المساهمة؟
- نعم. الفريق الداعم يُحدث فارقًا:
- نظموا أنشطة جماعية خفيفة أو فقرات ترفيهية.
- شاركوا معه الإنجازات الصغيرة لرفع ثقته بنفسه.
- كونوا شبكة دعم غير مباشرة دون ضغوط.
الاكتئاب ليس ضعفًا، بل مرض مثل أي مرض عضوي، يحتاج إلى دعم وتعاطف لا إلى شفقة أو لوم. وإذا كنا نقضي نصف يومنا في العمل، فربما نكون الأمل الخفي في شفاء أحد زملائنا، بكلمة، أو إنصات، أو حتى صمت داعم.