إسرائيل تكشف عن أرشيف الجاسوس "إيلي كوهين" بعد عقود من الغموض

بعد عقود من الغموض، كشفت إسرائيل عن استعادة أرشيف سوري ضخم خاص بـ إيلي كوهين، الجاسوس الذي اخترق أعلى المستويات في سوريا قبل إعدامه في ستينيات القرن الماضي.
تُعد هذه الخطوة فرصة نادرة لتسليط الضوء على حياة وعمليات هذا الجاسوس الأسطوري الذي يعتبره الإسرائيليون "أعظم عميل في تاريخ الدولة".
تفاصيل استعادة الأرشيف
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استعادة نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية كانت ضمن الأرشيف السوري الرسمي الخاص بـ إيلي كوهين.
تمت العملية السرية والمعقدة بواسطة جهاز الموساد بالتعاون مع جهة استخباراتية شريكة.
احتفظت الاستخبارات السورية لعقود بهذه المواد تحت حراسة مشددة، قبل أن يتم استعادتها مؤخرًا.
من هو إيلي كوهين؟
- إيلي كوهين وُلد في الإسكندرية بمصر عام 1924، وكان ناشطًا في الحركة الصهيونية منذ وقت مبكر.
- قبل هجرته إلى إسرائيل، عمل لصالح شبكة مخابرات إسرائيلية في مصر، حيث نفذ عمليات تخريبية ضد المنشآت الأمريكية بهدف إفساد العلاقات المصرية الأمريكية.
- بعد مغادرته مصر عام 1956، انضم إلى الموساد، وبدأ رحلته الطويلة في العمل الاستخباراتي.
اختراق العمق السوري
- في أوائل الستينيات، جند الموساد إيلي كوهين وابتكر له قصة تغطية كرجل أعمال سوري ثري يُدعى كامل أمين ثابت يعمل في الأرجنتين.
- نجح كوهين في بناء شبكة علاقات قوية في المجتمع العربي بالأرجنتين قبل انتقاله إلى سوريا.
- خلال أربع سنوات من العمل في سوريا، تمكن من تكوين علاقات مع شخصيات سياسية وعسكرية رفيعة.
- كان يُرسل معلومات حيوية إلى إسرائيل عبر الراديو والرسائل المشفرة.
- تم اكتشاف أمره في 1965، وألقي القبض عليه متلبسًا، ليُنفذ حكم الإعدام في 18 مايو 1965.
ماذا يكشف الأرشيف؟
الأرشيف الذي تم استعادته يتضمن وصية أصلية كتبها إيلي كوهين قبل إعدامه، بالإضافة إلى تسجيلات صوتية وملفات استجواب له وللمقربين منه.
شمل الأرشيف رسائل كتبها كوهين إلى عائلته في إسرائيل، وصورًا من مهمته في سوريا.
ضم أيضًا مقتنيات شخصية من منزله بعد اعتقاله، مثل جوازات سفر مزورة وصور له مع مسؤولين سوريين كبار، بالإضافة إلى دفاتر ملاحظات ويوميات تسرد مهام الموساد.
كشف الأرشيف عن ملف خاص بـ "نادية كوهين" يتضمن تفاصيل عن مراقبة الأمن السوري لحملة زوجته للمطالبة بإطلاق سراحه.
إرث مستمر ومساعي استعادة رفاته
لم تتوقف إسرائيل عن محاولة استعادة جثمان إيلي كوهين، الذي ظل مكان دفنه سرًا.
في 2019، كشفت عائلة كوهين عن محاولة فاشلة من الموساد للعثور على رفاته داخل سوريا.
تضمنت إفادات صوتية لشقيق كوهين تفاصيل حول جهود الموساد ومعلومات عن نقل رفاته عدة مرات ودفنه في أماكن سرية.