تدخل التاريخ كأول ملكة جمال.. يولاند كسّار "أجمل فتاة في مصر"

في حدث فريد من نوعه شهدته مدينة الإسكندرية عام 1927، أُقيمت أول مسابقة من نوعها لاختيار "أجمل فتاة في مصر"، والتي تُعد البذرة الأولى لانطلاق مسابقات ملكات الجمال في البلاد.
وقد فازت باللقب فتاة شابة تُدعى يولاند كسّار، التي تحوّلت إلى رمز للجمال المصري الحديث آنذاك، رغم انتمائها لأصول أجنبية حسب مصادر متعددة.
كازينو سان ستيفانو يحتضن أول مسابقة جمال في مصر
جرت فعاليات المسابقة في كازينو سان ستيفانو الشهير في مدينة الإسكندرية، والذي كان يُعد أحد أبرز أماكن الترفيه والصفوة في مصر في ذلك الوقت.
وقد تم تنظيم المسابقة لاختيار فتاة تحمل ملامح الجمال العصري، وسط حضور جماهيري واسع ولجنة تحكيم متخصصة.
ورغم أن المصطلح الرسمي "ملكة جمال مصر" لم يكن مستخدمًا آنذاك، بسبب طبيعة النظام الملكي السائد في البلاد، إلا أن يولاند نالت لقب "أجمل فتاة في مصر"، وفق ما نقلته شبكة "CNN".
يولاند كسّار تتصدر غلاف مجلة "المصور"
توجت يولاند شهرتها بعد المسابقة بظهورها على غلاف مجلة "المصور"، إحدى أبرز المجلات المصرية في ذلك العصر، حيث تصدرت عددها رقم 158، الصادر في 21 أكتوبر 1927، تحت العنوان العريض: "أجمل فتاة في مصر".
وسلطت المجلة الضوء على ملامحها الأوروبية وأناقتها اللافتة التي جعلتها محط إعجاب الكثيرين، ووصفتها بأنها تمثل جمال المرأة العصري في مصر.
أصول يولاند كسّار.. بين السويدية والمصرية
تضاربت الأنباء حول أصول يولاند كسّار، فبينما ذكرت بعض المصادر أنها تحمل الجنسية السويدية، أفادت أخرى بأنها من أصول أجنبية لكنها وُلدت وعاشت في مصر، ما جعلها تمثل تجربة فريدة للجمال المختلط في المجتمع المصري خلال تلك الحقبة الزمنية.
ورغم هذه الاختلافات حول خلفيتها، إلا أن حضورها الطاغي وجاذبيتها الفريدة جعلاها تحظى باحترام وتقدير المجتمع، خاصة من الطبقة المثقفة.
انطلاقة عصر ملكات الجمال في مصر
يُعتبر تتويج يولاند كسّار بمثابة الانطلاقة الفعلية لعصر مسابقات الجمال في مصر، فقد أعقب هذا الحدث تنظيم مسابقات سنوية بشكل أكثر تنظيمًا واحترافًا، بمشاركة فتيات من مختلف المحافظات.
وأصبحت يولاند بعد فوزها رمزًا نسائيًا بارزًا في أواخر العشرينيات، ومهدت الطريق أمام العديد من الفتيات المصريات لدخول عالم مسابقات الجمال، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.