سائحان يعثران على كنز تاريخي نادر في جبال كركونوشي التشيكية
اكتشاف كنز عمره قرن في جبال التشيك.. عملات ذهبية وقطع أثرية تثير لغزًا تاريخيًا
في واقعة مثيرة تفتح أبواب التساؤلات التاريخية، عثر سائحان خلال جولة في منطقة جبلية نائية في جمهورية التشيك على كنز أثري نادر يعود تاريخه لأكثر من قرن، وذلك حسب ما نقلته صحيفة كلارين الأرجنتينية.
تفاصيل مذهلة للكنز المكتشف: ذهب وقطع أثرية
الكنز المُكتشف تضمن 598 عملة ذهبية موزعة بدقة داخل 11 عمودًا، وملفوفة بعناية بقطعة قماش سوداء، إلى جانب 10 أساور ذهبية، و17 صندوق سيجار، ومِشط، وُضِعت جميعها داخل صندوق من الألمنيوم كان مخفيًا في جدار حجري وسط الغابة الجبلية.
وبحسب التقرير، تعود إحدى العملات إلى عام 1921، مما يشير إلى أن هذه الثروة كانت مدفونة لأكثر من 100 عام، ما يعزز احتمالية ارتباطها باضطرابات الحربين العالميتين أو بفترات التهجير السكاني.
من الغابة إلى المتحف: إجراءات فورية من السائحين
السائحان، اللذان فضّلا عدم الكشف هويتهما، كانا يسلكان طريقًا مختصرًا في جبال كركونوشي، وهي منطقة سياحية شهيرة للمشي لمسافات طويلة، عندما لاحظا شيئًا معدنيًا يبرز من الجدار الحجري، وبمجرد فتحه، فوجئا بالكنز الثمين.
دون تردد، توجها به إلى متحف شرق بوهيميا في مدينة هراديك كرالوف، حيث تسلم الخبراء المحتويات وبدأوا على الفور في إجراءات الفحص والتقييم.
تقييم مبدئي: قيمة الذهب تتخطى 360 ألف دولار
أوضح فويتش برادل، خبير العملات في المتحف، أن الوزن الإجمالي للعملات الذهبية بلغ 3.7 كيلوجرام، وتُقدّر قيمتها السوقية الحالية بنحو 8 ملايين كرونة تشيكية، أي ما يعادل نحو 360 ألف دولار أمريكي.
ومع ذلك، أكد برادل أن القيمة التاريخية للعملات قد تتجاوز القيمة المادية، خاصة أن اثنين من صناديق السيجار لا يزالان مغلقين، ما يضيف عنصرًا من الغموض لما قد يحتويه الكنز لاحقًا.
علامات يوغوسلافية وعملات نادرة: لغز الأصل الجغرافي
وفي تصريحات مثيرة، قال خبير الآثار ميروسلاف نوفاك، رئيس قسم الآثار بالمتحف، إن الكنز قد يعود إلى الفترة المضطربة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية، أو إلى عام 1945، حين غادر الألمان مناطق الحدود، مشيرًا إلى أن العملة لا تحتوي على أي نقوش ألمانية أو تشيكوسلوفاكية تقليدية.
وأوضح أن معظم العملات المعدنية في الكنز تحمل علامات مقابلة من يوغوسلافيا السابقة، وهي عملات صُكّت فقط في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، مما يشير إلى أن مصدرها الأصلي قد يكون في شبه جزيرة البلقان.
اهتمام شعبي ورسمي... ومكالمات غامضة للمتحف
أشار نوفاك إلى أن المتحف تلقى مؤخرًا العديد من المكالمات التي تحمل شائعات محلية وأقاويل شعبية تتعلق بتاريخ الذهب المدفون، مما أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والشعبية لمحاولة كشف اللغز التاريخي لأصل الكنز.
لغز أثري ينتظر فك شيفرته
في ظل استمرار أعمال الفحص والتحليل من قِبل خبراء المتحف، يبقى الكنز المكتشف في جبال كركونوشي أحد أكثر الاكتشافات الأثرية غموضًا في التشيك خلال القرن الحالي، خاصةً مع الخلفية الجغرافية والسياسية المعقدة لفترة ما بين الحربين العالميتين وما بعدها.
ويأمل العلماء أن تسفر التحليلات القادمة عن معلومات أكثر دقة حول مصدر هذه العملات وملاكها الأصليين، وسط ترقب شعبي كبير لمعرفة قصة هذا الكنز الغامض الذي قاوم الزمن لأكثر من قرن.
