«قدم شاركوت».. مضاعفات خطيرة لمرضى السكري قد تصل إلى البتر إذا لم تعالج في الوقت المناسب

منوعات

قدم شاركوت
قدم شاركوت

حذر تقرير طبي نشره موقع «تايمز ناو» من مضاعفات مرضية خطيرة قد تصيب مرضى السكري، تُعرف باسم قدم شاركوت، وهي حالة نادرة تحدث بسبب تلف الأعصاب لدى مرضى السكري، ما يؤدي إلى تآكل العظام والمفاصل في القدم بشكل تدريجي، وقد تصل إلى مرحلة البتر إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب.

ووفقًا للأطباء، فإن قدم شاركوت تبدأ عادةً نتيجة إصابة صغيرة أو عدوى بسيطة تتفاقم بسبب فقدان الإحساس في القدم، حيث يُعد الاعتلال العصبي السكري أحد الأسباب الرئيسية لحدوث هذا المرض، مما يجعل المريض غير قادر على الشعور بالألم أو الأعراض المبكرة، وبالتالي تتفاقم الحالة دون أن يدرك المصاب خطورتها.

المراحل المختلفة لمرض قدم شاركوت

يصنف الأطباء قدم شاركوت إلى عدة مراحل وفقًا لشدة الإصابة، وتشمل هذه المراحل:

المرحلة 0: يظهر فيها التهاب بالقدم، مع أعراض مثل الاحمرار والدفء والتورم، وعادةً ما تكون ناتجة عن إصابة بسيطة لم يتم ملاحظتها.

المرحلة الأولى: تتفاقم الإصابة، ويحدث عدم استقرار في المفاصل مع انخفاض كثافة العظام، وقد تظهر شظايا عظمية في الأشعة السينية.

المرحلة الثانية: تبدأ الالتهابات في التراجع، وتظهر العظام أكثر سمكًا وتبدأ في الاندماج مع بعضها البعض.

المرحلة الثالثة: يختفي الالتهاب تمامًا، لكن المفاصل تصبح غير مستقرة، ما يؤدي إلى تشوهات واضحة في القدم.

أسباب قدم شاركوت.. السكري ليس وحده المسؤول

يرى الخبراء أن الاعتلال العصبي المحيطي الناتج عن مرض السكري هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بقدم شاركوت، خاصةً عندما تكون مستويات السكر في الدم غير منضبطة. 

ومع ذلك، هناك أسباب أخرى أقل شيوعًا قد تؤدي إلى هذه الحالة، منها:

  • تعاطي الكحول المزمن
  • اضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب الأعصاب المتعدد المزمن
  • بعض الأدوية مثل العلاج الكيميائي
  • نقص فيتامين B1
  • السمنة المفرطة أو زيادة الوزن
  • ضعف تدفق الدم إلى القدمين
  • التدخين، لما له من تأثيرات سلبية على الأعصاب والأوعية الدموية

أعراض قدم شاركوت.. كيف تكتشف المرض قبل أن يتفاقم؟

تبدأ أعراض قدم شاركوت عادةً بشكل تدريجي، وتشمل:

  • ألم شديد في القدمين
  • احمرار أو تغير لون الجلد
  • تورم في القدم
  • الإحساس بالدفء أو السخونة في منطقة الإصابة

ومع تقدم الحالة، قد تظهر تشوهات واضحة في شكل القدم، مثل:

قدم الروك السفلي: نتيجة انهيار العظام في منتصف القدم، ما يجعل القوس الطبيعي للقدم يختفي ويصبح مستديرًا.

تغيرات في شكل أصابع القدم: مثل انحناء الأصابع لأسفل أو تقوسها، وهو ما يُعرف بظاهرة «مخلب القدم».

تشوهات الكاحل: مثل ميل الكاحل إلى أحد الجانبين وفقدان استقامته، ما يؤدي إلى عدم استقرار القدم أثناء المشي.

قرح القدم: بسبب الضغط غير الطبيعي على مناطق معينة من القدم، ما يؤدي إلى تكون قرح مفتوحة تزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

كيف نتجنب المضاعفات الخطيرة لقدم شاركوت؟

يشدد الأطباء على أهمية الفحص الدوري للقدمين لدى مرضى السكري، خاصةً إذا كانوا يعانون من فقدان الإحساس أو أعراض الاعتلال العصبي. 

كما يُوصى بضرورة الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية، وتجنب الإصابات أو الضغط المفرط على القدمين.

وفي حال ظهور أي أعراض مقلقة مثل تورم غير مبرر أو احمرار أو سخونة في القدم، يجب التوجه فورًا للطبيب المختص لتقييم الحالة والبدء في العلاج المناسب قبل تفاقم الوضع.

علاج قدم شاركوت.. التدخل المبكر هو الحل

تتضمن خطة علاج قدم شاركوت استخدام الأحذية الطبية الخاصة والدعامات لتقليل الضغط على القدم، إلى جانب الأدوية المضادة للالتهاب، وفي الحالات المتقدمة قد يحتاج المريض إلى تدخل جراحي لإصلاح التشوهات أو حتى البتر إذا تطورت العدوى بشكل يهدد حياة المريض.

ويؤكد الأطباء أن الوعي والالتزام بخطة الرعاية الذاتية هما السبيل الأمثل للوقاية من هذه المضاعفات الخطيرة، مشيرين إلى أن الاكتشاف المبكر والتدخل الفوري يمكن أن ينقذا القدم من البتر ويحافظا على حياة المريض وجودتها.