أيام التشريق.. شعائر متواصلة وقلوب معلّقة بالسماء في خيام منى

منوعات

أيام التشريق.. شعائر
أيام التشريق.. شعائر متواصلة وقلوب معلّقة بالسماء

مع إشراقة صباح اليوم الحادي عشر من شهر ذي الحجة، يدخل حجاج بيت الله الحرام مرحلة أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر، وتمتد حتى اليوم الثالث عشر من الشهر الهجري، حيث يواصل الحجيج أداء مناسكهم في أجواء يغمرها السكينة والخشوع والدعاء، وسط خدمات متكاملة وتنظيم دقيق من الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية.

شعائر متتابعة ومشاهد روحانية مهيبة

يمضي الحجاج هذه الأيام في مشعر منى، حيث يبيتون في الخيام البيضاء، ويؤدون شعيرة رمي الجمرات الثلاث، بدءًا من الصغرى فـالوسطى ثم الكبرى، بعد زوال الشمس، في مشهد يُجسّد معاني الطاعة والانقياد لله، ويستحضر ذكرى النبي إبراهيم عليه السلام في تحديه للشيطان.

وتملأ أرجاء منى تكبيرات الحجاج وتسبيحاتهم، فيما تمضي الأيام وسط مشاعر من الرضا والامتنان، رغم مشقة التنقل وحرارة الأجواء، حيث تغلب الروحانية على التعب الجسدي، وتغدو العبادة محور كل لحظة يعيشها الحاج في هذه الأيام.

خدمات متكاملة لرعاية الحجاج

تحولت منى إلى مدينة متكاملة الخدمات، حيث تنتشر مراكز الإرشاد والرعاية الطبية والنقاط الخدمية، وتُسخّر فرق الدعم جهودها لتيسير أداء الشعائر، خصوصًا لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. 

وتنتشر مظلات التبريد، ونقاط توزيع المياه الباردة، ومناطق الاستراحة لتخفيف مشقة الرحلة الإيمانية.

بيتوتة منى وتنظيم رمي الجمرات

ويُسن للحاج أن يبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر، ويرمي الجمرات بعد الزوال، فيما يجوز لمن تعجّل أن يغادر في اليوم الثاني عشر قبل غروب الشمس، أما من اختار التكميل إلى اليوم الثالث عشر، وهو الأفضل، فيواصل مبيته ورميه حتى انتهاء المناسك.

التقنية في خدمة الحجاج

شهد موسم الحج هذا العام تطورًا ملحوظًا في الخدمات التقنية، حيث تم اعتماد تطبيقات ذكية تساعد الحجاج على التعرف على مواقع الجمرات وتحديد كثافة الزحام، مما أسهم في تعزيز انسيابية الحركة وتفادي التجمعات، وسهّل من أداء المناسك بأمان وطمأنينة.

أيام ثقيلة على الجسد.. خفيفة على القلب

تمضي أيام التشريق وسط خيام منى في أحاديث الذكر والدعاء، حيث يعيش الحجاج لحظات يتجدد فيها العهد مع الله، وتعلو فيها القلوب إلى السماء، متأرجحة بين مشقة البدن ولذة القرب من الله، ليغدو وصف النبي ﷺ لها أصدق ما يقال: "أيام أكل وشرب وذكر لله"، فيكون ختام الرحلة الإيمانية مليئًا بالسكينة والمغفرة.