يوم التروية.. أولى محطات الحجاج في طريقهم إلى عرفات ومقدمة لذروة المناسك

منوعات

بوابة الفجر

مع حلول الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، تتجه أنظار المسلمين إلى المشاعر المقدسة حيث تبدأ أولى محطات الحج، بيوم التروية، الذي يصادف اليوم الثامن من الشهر الفضيل. 

ويُعد هذا اليوم من الأيام العظيمة التي يستهل بها حجاج بيت الله الحرام رحلتهم الإيمانية نحو عرفات، في مشهد مهيب تتجلى فيه الروحانية والخشوع.

لماذا سُمي يوم التروية بهذا الاسم؟

يرتبط اسم "يوم التروية" بتاريخ الحج القديم، حين كان الحجاج يتزودون بالماء من مكة المكرمة استعدادًا لرحلتهم الشاقة إلى عرفات، نظرًا لندرة المياه في تلك المنطقة آنذاك.

فكانوا "يرتوون" أي يملؤون أوعيتهم بالماء، ويتأهبون لهذا اليوم العظيم، ولذلك بقي الاسم شاهدًا على الاستعداد الروحي والجسدي الذي يسبق أعظم أركان الحج.

السنة النبوية في يوم التروية

في يوم التروية، يتوجه الحجاج إلى منى، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بدأ منها رحلته إلى عرفات في حجة الوداع. 

ويبيت الحجاج في منى ليلة التاسع من ذي الحجة، استعدادًا للوقوف بعرفة في اليوم التالي، في طقس يُجسد التدرج الروحي والانضباط في أداء مناسك الحج.

ويُستحب للحاج في هذا اليوم أن:

يُكثر من الذكر والتكبير والتلبية

يُصلي الصلوات في أوقاتها قصرًا دون جمع

يبيت في منى حتى طلوع فجر يوم عرفة

فضل يوم التروية

يحمل يوم التروية معاني سامية وروحانية عميقة، فهو ليس مجرد انتقال جغرافي من مكة إلى منى، بل هو تهيئة نفسية وروحية عظيمة للحاج، استعدادًا للوقوف على صعيد عرفات، حيث تُغفر الذنوب وتُرفع الدعوات. 

ويُعتبر هذا اليوم مرحلة مهمة لتطهير القلب واستحضار الخشوع، كما أنه يهيئ الحاج للدخول في أعظم أيام الله.

يوم التروية لغير الحاج

لا يقتصر فضل يوم التروية على الحجاج فقط، بل يُستحب لعموم المسلمين في كل مكان:

الإكثار من الدعاء والاستغفار

أداء الصلوات في وقتها

ممارسة الأعمال الصالحة

الصيام لمن أراد ذلك من غير الحجاج

فهو يوم من أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم الله بها في كتابه الكريم، وقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر".

رمزية يوم التروية في رحلة الحج

يمثل يوم التروية بداية الفعل الفعلي للحج، حيث تبدأ خطوات الاقتراب من الله بالصبر والانضباط والطاعة الكاملة، في مشهد يسوده الخشوع الجماعي.

ويتحول التروية إلى لحظة تأمل وتخلي عن مشاغل الدنيا، استعدادًا ليوم عرفة الذي يُعد ذروة المناسك وخلاصتها.