"الله أكبر الله أكبر ولله الحمد".. كيفية أداء صلاة عيد الأضحى وتفاصيل تكبيراته

منوعات

الحجاج
الحجاج

مع حلول عيد الأضحى المبارك، يتزايد اهتمام المسلمين في شتى أنحاء العالم بمعرفة كيفية أداء صلاة العيد على الوجه الأكمل، فضلًا عن صيغ تكبيراته التي تملأ الأرجاء بهجة وسرورًا. 

وتُعد الأعياد من السنن الفطرية التي جُبِل عليها البشر، حيث درجت الأمم على تخصيص أيام للفرح والاحتفال والاجتماع، لإحياء ذكرى مناسبات عظيمة.

صلاة العيد بين السنة والهيئة الكاملة

تُعد صلاة عيد الأضحى ركعتين، وتجزئ إقامتهما على الهيئة المعتادة لسائر الصلوات. إلا أن الأكمل في صفتها أن يُكبَّر في الركعة الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، وذلك قبل القراءة، تأسّيًا بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد ورد في الحديث: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كبَّر في العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى سبعًا وخمسًا، في الأولى سبعًا، وفي الآخرة خمسًا، سوى تكبيرة الصلاة"، رواه الدارقطني والبيهقي. كما روى الترمذي عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كبّر في الأولى سبعًا قبل القراءة، وفي الثانية خمسًا.

تكبيرات العيد.. مشروعية وصيغ متنوعة

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن التكبير في عيد الأضحى سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، ويمتد من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس ثالث أيام التشريق، سواء كان التكبير جماعة أو فرادى، مع الأفضلية للجماعة لإظهار وحدة الأمة وتعظيم الشعيرة.

وعلى الرغم من عدم ورود صيغة محددة للتكبير في السنة المطهرة، إلا أن الصيغة المشهورة التي درج عليها المصريون منذ القدم صحيحة وشرعية، وقد أكّد العلماء أن إنكارها أو وصفها بالبدعة لا سند له. بل يُعد التضييق على الناس في هذا الأمر من البدع التي تُقيّد ما وسعه الله عز وجل.

صيغة التكبير المشهورة في مصر

الصيغة المتعارف عليها لدى المصريين في تكبيرات العيد هي:
"الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد،
الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا،
لا إله إلا الله وحده، صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده،
لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون،
اللهم صلّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلم تسليمًا كثيرًا".

وأكدت دار الإفتاء أن هذه الصيغة لا تخالف الشريعة، بل تتماشى مع روح الدين وتقاليده، وتُظهر بهجة العيد وتعظيم شعائر الله، لقوله تعالى:
﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 185]
﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28]

إحياء ليلة العيد.. سنة مستحبة

أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن من السنن المستحبة في عيد الأضحى المبارك إحياء ليلة العيد بالذكر والصلاة والدعاء، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف:
"من قام ليلتي العيدين لله محتسبًا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب" (رواه ابن ماجه).
ويكفي في الإحياء قضاء جزء من الليل في العبادة، أو أداء صلاة العشاء جماعة مع النية لصلاة الفجر جماعة والدعاء بينهما.

تكبيرات العيد.. مظهر من مظاهر وحدة الأمة

تكبيرات عيد الأضحى لا تُعدّ مجرد شعيرة صوتية، بل هي مظهر عظيم من مظاهر وحدة الأمة الإسلامية وارتباطها بعقيدتها وشعائرها. 

وتحث دار الإفتاء المسلمين على التكبير في المساجد والمنازل والطرقات، رجالا ونساءً، لإحياء السنة النبوية وإظهار الفرح بالعيد، كما كان يفعل السلف الصالح.