في ثالث أيام التشريق.. الحجاج غير المتعجلين يختتمون رمي الجمرات في مشعر منى
أكمل حجاج بيت الله الحرام من غير المتعجلين، اليوم الاثنين، رمي الجمرات الثلاث في مشعر منى، وذلك في ثالث أيام التشريق، في مشهد إيماني مهيب يسوده الخشوع والنظام، ليعلن بذلك قرب ختام مناسك الحج لهذا العام 1446هـ، وقد علت السكينة وجوه الحجاج الذين أدوا هذا النسك العظيم بطمأنينة وابتهال ودعاء متواصل.
التزام بالسنة النبوية واستعدادات تنظيمية دقيقة
وقد بات الحجاج ليلتهم الماضية في مشعر منى، التزامًا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث بدأوا مع الساعات الأولى من صباح اليوم برمي الجمرات، مبتدئين بالصغرى ثم الوسطى وأخيرًا الكبرى، وسط تنظيم دقيق وإشراف مباشر من الجهات المختصة التي كثّفت جهودها لضمان انسيابية الحركة وسلامة ضيوف الرحمن.
وشهد المشعر توافد أعداد كبيرة من الحجاج الذين فضّلوا عدم التعجل، واختاروا استكمال أيام التشريق الثلاثة، في إطار من الانضباط والتيسير الذي اتسم به موسم الحج هذا العام، بما يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لخدمة الحجاج.
فرق الإرشاد والخدمات الصحية والأمنية تواصل عملها
وانتشرت فرق الإرشاد والتوعية الشرعية في محيط الجمرات لتقديم الدعم والتوجيه اللازم للحجاج، بما يضمن أداء شعيرة الرمي بسهولة ويسر.
كما واصلت الفرق الصحية والأمنية تقديم خدماتها على مدار الساعة دون انقطاع، لتأمين احتياجات الحجاج الصحية والوقائية، في مشهد يُظهر بوضوح حجم الاستعداد المسبق والتنظيم المحكم الذي ميّز موسم الحج هذا العام.
مشاعر السكينة والرضا تغمر وجوه الحجاج
ورغم الإرهاق الجسدي المصاحب لأداء الشعائر، بدت علامات السكينة والرضا على وجوه الحجاج الذين رفعوا أكفّهم بالدعاء عند كل جمرة، مستشعرين عظمة الموقف، ومغفرة الله الواسعة.
فشعيرة رمي الجمرات ترمز في جوهرها إلى الطاعة الكاملة لله، والتجرد من الذنوب والخطايا، بما يجعل منها لحظة روحانية عظيمة في قلب كل حاج.
الاستعداد لطواف الوداع وختام المشاعر
ومع انتهاء شعيرة الرمي، بدأ الحجاج يستعدون لمغادرة مشعر منى متوجهين إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع، الذي يمثل ختام رحلة الحج الإيمانية، وقد حملوا في قلوبهم مشاعر لا تُنسى من الخشوع والرضا، وذكريات روحانية ستظل محفورة في وجدانهم، بعد أن أدوا مناسكهم في أجواء مفعمة بالتنظيم والتيسير والرعاية الشاملة من الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية.
