انقلاب صيفي 2025.. غدا أطول نهار في السنة وبداية فصل الصيف فلكيا
انقلاب صيفي 2025.. غدا أطول نهار في السنة وبداية فصل الصيف فلكيا

تستقبل مصر والمنطقة العربية إلى جانب دول النصف الشمالي من الكرة الأرضية فجر يوم السبت المقبل لحظة مميزة في التقويم الفلكي تعرف بـ "الانقلاب الصيفي"، وذلك تحديدا في تمام الساعة الخامسة و43 دقيقة صباحًا.
وتعد هذه الظاهرة بداية رسمية لفصل الصيف من الناحية الفلكية، حيث تشهد الكرة الأرضية أطول نهار وأقصر ليل خلال العام.
أبرز تصريحات رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية

وفقا لتصريحات الدكتور ياسر عبد الهادي، رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن الحسابات الفلكية تشير إلى أن فصل الصيف سيستمر هذا العام لمدة 92 يومًا و39 ساعة و37 دقيقة، لينتهي رسميًا مع حلول الاعتدال الخريفي في سبتمبر المقبل.
الانقلاب الصيفي
وأوضح عبد الهادي أن مصطلح "الانقلاب الصيفي" يعود إلى التغير الظاهري في حركة الشمس في السماء، حيث تبدأ الشمس بعد هذا اليوم في الانحدار التدريجي نحو الجنوب، بعد أن كانت تتحرك ظاهريًا باتجاه الشمال منذ الاعتدال الربيعي.
وتبلغ الشمس في هذه اللحظة أقصى ارتفاع لها في السماء بالنسبة لسكان النصف الشمالي، متعامدة تمامًا على مدار السرطان (23.5 درجة شمالًا)، مما يؤدي إلى إطالة النهار وقصر الليل.
وتعد هذه الظاهرة دليلا حيا على ميل محور دوران الأرض بزاوية 23.5 درجة عن العمودي على مدارها حول الشمس.
هذا الميل، وليس المسافة بين الأرض والشمس، هو ما يسبب تعاقب الفصول الأربعة.
ففي حين تقترب الأرض من الشمس خلال الشتاء في النصف الشمالي تكون زاوية سقوط الأشعة الشمسية أكثر انحدارا، ما يفسر البرودة رغم القرب.
وأشار عبد الهادي إلى أن بعض الظواهر الفلكية اللافتة تظهر خلال الانقلاب الصيفي، منها "الليالي البيضاء"، التي يمكن ملاحظتها في المناطق الواقعة بين خطي عرض 47 و66 درجة شمالا، حيث لا يختفي الضوء تمامًا طوال الليل بسبب اتصال الشفق المسائي بالشفق الصباحي.
أما داخل الدائرة القطبية الشمالية، فلا تغرب الشمس على الإطلاق خلال هذه الفترة، وتظل السماء مضيئة لمدة 24 ساعة، فيما يعرف بـ "شمس منتصف الليل".
وفي المقابل، تعيش المناطق الواقعة ضمن الدائرة القطبية الجنوبية ظلاما كاملًا طوال اليوم إذ لا تشرق الشمس عليها إطلاقًا، وهي الظاهرة المعاكسة التي تحدث أثناء الانقلاب الشتوي في ديسمبر.
الفصول تتحد من خلال موقع الشمس
وبين رئيس معمل أبحاث الشمس أن الفصول تتحدد من خلال موقع الشمس في السماء ودرجة ميل أشعتها على الأرض، لا من خلال درجات الحرارة التي تتأثر بعوامل جوية ومناخية متعددة.
و أضاف أن الشمس تبدو لنا وكأنها تدور في مدار ظاهري يعرف بدائرة البروج، التي تميل عن دائرة الاستواء السماوي بنفس زاوية ميل محور الأرض، وهو ما يخلق نمط الفصول الذي نعرفه.
ومع بدء فصل الصيف فلكيا، تبدأ أيضًا الاستعدادات في عدد من الدول لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة وزيادة ساعات التعرض لأشعة الشمس، وسط تحذيرات من تأثيرات موجات الحر على الصحة العامة والبيئة.
يمثل يوم الانقلاب الصيفي أكثر من مجرد لحظة زمنية فلكية، بل يُعد محطة فاصلة في دورة الحياة الطبيعية للأرض، تتجلى فيها روعة النظام الكوني ودقة الحسابات التي تنظم حركة الأجرام السماوية.