المواجهة بين إيران وإسرائيل تمتد إلى شاشات التلفزيون

إعلام تحت النار.. المواجهة بين إيران وإسرائيل تمتد إلى شاشات التلفزيون

منوعات

إعلام تحت النار
إعلام تحت النار

لم تقتصر الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل، والتي دخلت يومها الحادي عشر، على المواجهات الميدانية في السماء والأرض، بل امتدت إلى جبهة موازية لا تقل خطورة: الإعلام ففي الوقت الذي تتساقط فيه الصواريخ ويشتعل الغبار في المدن والمواقع العسكرية، تحولت شاشات التلفزيون الإيراني إلى منصات تعبئة نفسية وتوجيه رسائل استراتيجية، في محاولة لرسم صورة النصر والسيطرة أما إسرائيل، فاختارت أن تضرب داخل هذه المنصات نفسها، عبر هجمات إلكترونية وقصف مباشر، استهدفت حتى مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في قلب طهران.

 

قنوات إيرانية تتحول إلى غرف عمليات ميدانية

منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب، تبنّت وسائل الإعلام الإيرانية خطابًا موحدًا يصف إسرائيل بـ "الكيان الصهيوني المحتل" ويركز على سرد "الانتصارات الميدانية" للقوات الإيرانية. قناة العالم والأولى والثانية وقناة الفكر (أنديشه)، كثفت من تغطيتها الحية للعمليات العسكرية، مع بث متواصل لرسائل من قادة الحرس الثوري والجيش الإيراني، الذين يكررون وعودًا بالنصر والثأر، ويصفون إسرائيل بـ "الهشة والضعيفة".

 

اختراقات إلكترونية ورسائل مضادة على الهواء

وسط هذه الحملة الإعلامية الإيرانية، تلقت طهران ضربة رمزية قوية فقد أعلنت مجموعة من القراصنة تبعيتها لإسرائيل، بعد اختراق بث إحدى القنوات الرسمية الإيرانية، وبث شعار عملية إلكترونية باسم "عام كلافي" (شعب كالأسد) وجاء ذلك في إطار حرب سيبرانية تهدف لتقويض الرواية الإعلامية الإيرانية من الداخل، ووصفتها إسرائيل بأنها "ضربات موجهة ضد أدوات الدعاية والتحريض".

 

هجوم صاروخي مباشر على مبنى الإذاعة والتلفزيون

وفي تطور غير مسبوق، استهدفت إسرائيل مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRIB) في طهران خلال بث مباشر يوم 16 يونيو، في قصف خلف دمارًا واضحًا تم توثيقه على الهواء. 

وكان المشهد الأكثر تداولًا  للمذيعة سحر إمامي وهي تهرع لمغادرة الاستوديو بعد انهيار أجزاء من السقف، لكنها قبل المغادرة بثوانٍ، تمكنت من إيصال رسالة عبر الشاشة قالت فيها:
"ما رأيتموه جريمة سافرة ارتكبها النظام الصهيوني على أرض إيران المقدسة".

وبعد انقطاع البث مؤقتًا، عادت إمامي إلى الشاشة وهي مغطاة بالغبار لتؤكد أن القوات الإيرانية "مستمرة في نهج المقاومة"، في لحظة درامية أظهرت كيف أصبحت شاشات الإعلام خط تماس فعليًا في هذه الحرب.

 

إيران تتهم إسرائيل بالتشويش على الأقمار الصناعية

بعد الهجوم، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن تشويشًا متعمدًا من إسرائيل تسبب في انقطاعات متعددة للبث الفضائي وقالت الهيئة في بيان رسمي:
"إذا شاهدتم صورًا غير ذات صلة، فالسبب هو تشويش العدو الصهيوني لإشارات الأقمار الصناعية على الشبكة."
وتعتبر طهران هذه العمليات محاولة منظمة لـ "إسكات الأصوات الحرة"، كما أكدت أن المعركة الإعلامية لن تتوقف رغم هذه التحديات.

 

تهديدات متبادلة وتصعيد في الحرب النفسية

وردًا على الهجوم الإعلامي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن:
"بوق الدعاية والتحريض الإيراني في طريقه إلى الزوال".
وأشار إلى أنه تم إجلاء السكان من محيط الأهداف الإيرانية قبل تنفيذ الهجمات. وعلى الفور، رد الحرس الثوري الإيراني ببيان دعا فيه سكان تل أبيب لإخلاء منازلهم فورًا، في لغة تصعيدية عكست تشابهًا في خطاب الحرب النفسية المتبادلة.