مصير البرنامج النووي: في انتظار الجلوس إلى المفاوضات

عاجل- «اتفاق أولي ثم طاولة المفاوضات».. هل تمّت تسوية بنود وقف إطلاق النار وماذا عن مصير البرنامج النووي؟ (كواليس غامضة)

منوعات

إيران × إسرائيل
إيران × إسرائيل

داخل أروقة السياسة السرية، لعبت الدوحة الدور الأكبر في كواليس التهدئة، حيث تولت وساطة مباشرة بين واشنطن وطهران، مدعومة بضغوط أمريكية من ترامب وإذعان إيراني مدروس. مشهد نهبته طهران قبل الإعلان الرسمي، لكن الاتفاق كان جليًا في خطوطه العريضة: الوساطة القطرية والطلب الأمريكي، وتهدئة إيرانية محسوبة.

◾ وساطة قطرية بدعم ترامب

ذكرت رويترز أن رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قام بـ "اتصال مباشر مع طهران" بعد مكالمة هاتفية بين ترامب وأمير قطر، لتحصل طهران على مسؤوليتها في الاتفاق على مقترح وقف إطلاق النار الأمريكي منسق قطريًا.

هذا التصعيد الجدي من وجهة نظر إيرانية جاء عقب الضربات على قاعدة أمريكية في قطر، ما جعل الوساطة القطرية مؤثرة بشكل واضح.

◾ الطلب الأمريكي لتثبيت الهدنة

ترامب أبلغ أمير قطر بأن “إسرائيل وافقت على وقف النار” وطلب من الدوحة إقناع طهران بالالتزام بالهدنة الأمنية.

هذا الطلب جاء بعد انطلاق إيران لصواريخها على قاعدة العديد، وهي الخطوة التي اعتبرها ترامب ردًا "ضعيفًا للغاية".

◾ إيران توافق.. تحت الضغط والتكتيك

أول التصريحات الرسمية: أكد مسؤول إيراني رفيع لوكالة رويترز موافقة طهران على الهدنة بوساطة قطرية.

طهران كانت تنتظر “ردًا غير قاتل”، ثم عرضت تجميد التصعيد مقابل وقف الضربات الإسرائيلية وهو ما انسجم مع هدفها: الحفاظ على ماء وجهها الداخلي وبقاء التوازن الإقليمي.

◾ خطوات التنفيذ والتوقيت

  • الاتفاق غامض نسبيًّا من الناحية الرسمية، وقد تم إعلانه من ترامب عبر Truth Social كالتالي:
  • تبدأ الهدنة خلال 6 ساعات
  • تستمر أولًا لمدة 12 ساعة (إيران تبدأ، ثم إسرائيل في اليوم التالي)، ويقول ترامب إن الحرب ستنتهي بعدها رسميًا.

◾ من يطلق "الطلقة الأخيرة"؟

لم يُكشف رسميًا من سيطلق طلقة رمزية أخيرة، لكن المصادر تؤكد أن إيران قبلت برد محدود وصارم في توقيته للتعامل مع القبول السياسي للهدنة، وضغط ترامب على إسرائيل لتحقيق الأجواء المطلوبة.

إذا صحّت تسريبات وصيغ الهدنة، النمط المتبع هو: إيران تطلق طلقة "تحذيرية" أو رمزية، ثم تلحقها إسرائيل برد مماثل، كشرط "وجه مشرف" لكلاهما، يليها وقف تام.

◾ لماذا قبلت طهران بالاتفاق؟

  • الضغط الاقتصادي الداخلي بعد سلسلة عقوبات وتراجع حاد في الدخل.
  • خسائر استراتيجية: ضرب ثلاث منشآت نووية (نطنز، فردو، أصفهان) وصفها ترامب بأنها "ضربات حاسمة".
  • وساطة خليجية دولية (قطر وعُمان والسعودية) أكدت إمكانية "نزع فتيل الحرب قبل أن تتحوّل لكارثة".
  • نوع جديد من الرد الرمزي أعطى إيران مخرجًا سياسيًا داخليًا دون الدفع ثمن المواجهة الهائلة.

◾ النهاية التاريخية بدعاء:

ترامب اختتم التصريح بكلمات غير تقليدية:

"حفظ الله إيران، إسرائيل، أمريكا، والشرق الأوسط كله."

وصفها محللون على أنها "رسالة شرعية لجميع الأطراف بعد اتفاق كاد أن ينفجر عند أول الشرر".

◾ شروط وقف النار.. خطوة أولى قبل الطاولة

مصادر رويترز تكشف أن إيران قبلت بوقف النار شرط توقّف غارات إسرائيلية إضافية، مقابل تسوية جزئية تشمل:

  • تجميد مؤقت للهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية.
  • تعليق إيران لإطلاق الصواريخ أو الهجمات على قواعد أمريكية.
  • فتح قنوات دبلوماسية خليجية لتحديد خطوات البرنامج النووي لاحقًا.

◾ مصير البرنامج النووي: في انتظار الجلوس إلى المفاوضات

فيما لم يشمل الاتفاق الأولي بندًا نهائيًا حول البرنامج النووي، فقد أكّد مسؤولون بأن طهران لن تجري محادثات جدية حول ملفها النووي إلا بعد تثبيت وقف النار، بما يتماشى مع الوساطات الخليجية التي طرحت إمكانية تأجيل تلك المفاوضات حتى بعد تحقيق هدف الاستقرار.

◾ المرحلة القادمة: من وقف النار إلى مائدة التفاوض

تجري استعدادات لعقد لقاءات خاصة بقيادة وسطاء مثل عُمان وقطر، وربما الاتحاد الأوروبي، لوضع جدول زمني لملف إيران النووي، يتضمن نقاط حساسة مثل:

  • تعليق بعض مستويات التخصيب.
  • تفعيل دور المراقبة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
  • تقليص التهديدات المتبادلة قبيل العودة إلى الالتزامات السابقة (اتفاقية 2015 أو البدائل المحتملة).