ماذا بعد "ظهر 6"؟
"ظهر 6" لا يزال ينبض.. الغاز المصري يعاود الارتفاع في مشهد استراتيجي يعزز أمن الطاقة

وسط تحديات إقليمية وتقلبات بأسواق الطاقة العالمية، جاء إعلان وزارة البترول المصرية عن نجاح أعمال الحفر ببئر "ظهر 6" ليؤكد أن مصر لا تزال تمتلك أوراقًا رابحة في معادلة الطاقة الإقليمية، بعد إضافة 60 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي إلى شبكة الإنتاج، في وقت حرج يتطلب تنويع الموارد وتأمين الإمدادات محليًا.
ليس مجرد إنتاج:
نجاح أعمال الحفر في "ظهر 6" يعكس أكثر من مجرد إضافة رقمية للإنتاج؛ بل يمثل:
- تأكيدًا على التزام الدولة بخطط التنمية الطموحة في قطاع الطاقة.
- توسيع الشراكات الاستراتيجية مع كيانات عالمية مثل شركة "إيني" الإيطالية.
- رفع قدرة مصر التنافسية في ملف تحقيق مركز إقليمي لتجارة الطاقة.
ماذا بعد "ظهر 6"؟
وزارة البترول أعلنت كذلك بدء أعمال الحفر في بئر "ظهر 13"، والتي يتوقع أن تضيف 55 مليون قدم مكعب يوميًا، ما يعني أن الحقل لا يزال يحمل مفاجآت إنتاجية، ويملك القدرة على الاستجابة الفعّالة للطلب المحلي دون الحاجة إلى زيادة الاستيراد.
لماذا التوقيت مهم؟
يتزامن ذلك مع:
- تصاعد الطلب على الغاز عالميًا.
- تغيّر ديناميكيات سوق الطاقة في شرق المتوسط.
- تصاعد الأزمات الجيوسياسية التي تُهدد أمن الإمدادات في بعض الدول المجاورة.
كل ذلك يمنح مصر موقعًا استراتيجيًا متقدمًا، ويجعل من الاستثمار المستمر في حقل ظهر أولوية قومية ذات عائد اقتصادي مباشر واستقرار طويل المدى.

ما يجري في حقل "ظهر" ليس فقط أرقامًا فنية، بل جزء من استراتيجية مصرية متكاملة لضمان أمن الطاقة، جذب الاستثمارات، تعزيز الاحتياطي النقدي عبر التصدير، وتقليص فاتورة الاستيراد.
ووسط تقلبات العالم، فإن استمرار اكتشافات الغاز وتوسيعها يجعل من مصر رمانة ميزان الطاقة شرق المتوسط.