مدبولي من قلب أوروبا: الدول النامية تدفع ثمن أزمات لم تصنعها.. وحان وقت العدالة التمويلية

عاجل- مدبولي من قلب أوروبا: الدول النامية تدفع ثمن أزمات لم تصنعها.. وحان وقت العدالة التمويلية

منوعات

الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي ـ رئيس الوزراء

من على منصة مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية، المنعقد في إشبيلية بإسبانيا، حمل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، رسالة واضحة للعالم: الدول النامية تواجه أزمات لم تكن طرفًا في صناعتها، لكنها تتحمل الكلفة وحدها، داعيًا إلى بناء نظام مالي عالمي أكثر عدالة وإنصافًا.

نيابة عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ألقى مدبولي كلمة مصر في جلسة النقاش العام، التي شهدت حضور شخصيات رفيعة المستوى، من بينهم السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز.

وفي كلمته، وجّه مدبولي انتقادًا ضمنيًا للبنية الاقتصادية العالمية الراهنة، مشيرًا إلى أنها تُكرّس فجوة التمويل وتترك الدول النامية تتصارع مع أزمات الفقر والديون وغياب التمويلات الميسّرة، رغم مرور عشر سنوات على إطلاق أهداف التنمية المستدامة.

وأكد رئيس الوزراء أن ما تواجهه دول الجنوب العالمي من تضخم في المديونية، وتراجع في الأمن الغذائي، واتساع الفجوة الرقمية، يجب أن يُقابل بإصلاح فوري للهيكل المالي الدولي، وفتح قنوات تمويل حقيقية ومنصفة.

أزمات عالمية متلاحقة تهدد استقرار النظام الدولي بأكمله

وأشار إلى أن مصر، رغم كونها دولة متوسطة الدخل، استطاعت أن تُطوّع أدوات التمويل الدولية لخدمة مصالحها التنموية، من خلال منصة "نُوفي" ومبادلات ديون بقيمة تجاوزت 900 مليون دولار، مع حشد ما يقارب 15.6 مليار دولار لدعم مشاركة القطاع الخاص.

لكن الرسالة الأبرز في كلمته كانت سياسية بامتياز، حين شدد على أن استمرار غياب الإنصاف في توزيع الموارد والتمويل قد يؤدي إلى أزمات عالمية متلاحقة لا تضر الجنوب فقط، بل تهدد استقرار النظام الدولي بأكمله.

واختتم مدبولي كلمته بثلاث دعوات عاجلة:

  • وضع خارطة طريق لتعزيز نفاذ الدول النامية إلى التمويل الميسر.
  • إصلاح نظام الديون السيادية بما يضمن الاستدامة.
  • تمكين الجنوب من التكنولوجيا والدعم الفني وبناء القدرات.
  • في هذا المؤتمر، لم تتحدث مصر فقط عن تمويل تنموي، بل عن حق أصيل في شراكة عادلة بعالم لا ينبغي أن يُدار بمنطق "الأقوياء فقط".