عاشوراء.. بين صيام سنة النبي وذكرى كربلاء

عاشوراء.. بين صيام سنة النبي وذكرى كربلاء

منوعات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يظل يوم عاشوراء العاشر من شهر المحرّم، واحدًا من أكثر الأيام الهجرية خصوصية في ذاكرة المسلمين، لما يحمله من فضائل دينية وأحداث تاريخية تباينت حولها المواقف والمشاعر، ما بين الفرح بالنجاة والصبر على البلاء.

ففي الوقت الذي يحتفي فيه ملايين المسلمين حول العالم بهذا اليوم بالصيام والعبادة، إحياءً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تتجدّد أيضًا ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه في واقعة كربلاء لتختلط المشاعر بين الإيمان والتاريخ بين الاحتساب والحزن بين السُنّة والحدث.

 صيام عاشوراء سنة نبوية مؤكدة

الصيام في يوم عاشوراء من أعظم الأعمال المستحبّة في الإسلام، لما له من فضل كبير، إذ جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله".

وقد كان النبي يصومه حتى قبل الهجرة، ولما قدم إلى المدينة ووجد اليهود يصومونه، صامه وأمر بصيامه، بل قال:
"نحن أحقّ بموسى منكم".

ولهذا أصبح صيام عاشوراء مظهرًا من مظاهر الشكر لله على نجاته لعبده موسى عليه السلام من فرعون ودليلًا على أن الشكر يكون بالفعل لا بالكلام فقط.

<strong>عاشوراء.. بين صيام سنة النبي وذكرى كربلاء</strong>
عاشوراء.. بين صيام سنة النبي وذكرى كربلاء

 مراتب صيام عاشوراء

لمن أراد أن يصوم هذا اليوم، فقد وضّح العلماء أن أفضل صور الصيام فيه تكون:

  • صيام التاسع والعاشر (وهو الأفضل).
  • أو صيام العاشر والحادي عشر.
  • أو صيام العاشر فقط.

كلها جائزة، لكن الأفضلية لمن يصوم معه يومًا قبله أو بعده مخالفةً لليهود.

ذكرى كربلاء ومأساة في قلب التاريخ

يوافق يوم عاشوراء أيضًا ذكرى أليمة في التاريخ الإسلامي، هي استشهاد الحسين بن علي، حفيد النبي، في معركة كربلاء عام 61 هـ، في مشهد دموي مأساوي ما زال صداه حاضرًا في وجدان الأمة.

وقد انقسمت الطوائف في طريقة تعاطيها مع هذه الذكرى، بين من جعلها مناسبة للحزن والمواساة والبكاء، وبين من اكتفى بالتأمل التاريخي والدعاء بالرحمة مؤكدين أن الإسلام لا يدعو للطم ولا النياحة بل يعلّم الصبر والرضا بقضاء الله.

 عاشوراء في قلوب الناس

في البيوت الإسلامية، ينتظر الناس عاشوراء كل عام ليس فقط للصيام، بل للذكر والدعاء وصلة الرحم وبعضهم يُعدّ أكلات مميزة كالعاشوراء أو الحبوب والحلوى، احتفاءً ببركة اليوم.

وفي بعض المجتمعات، يُعتبر عاشوراء مناسبة للتأمل في الأحوال، وتجديد النية، وفتح صفحة جديدة مع الله في بداية عام هجري جديد.

 كيف نحيي يوم عاشوراء كما أراد النبي؟

  • بالصيام الخالص لوجه الله.
  • بالاستغفار والذكر وقراءة القرآن.
  • بالتصدق على الفقراء والمحتاجين.
  • بالمصالحة مع النفس ومع الآخرين.
  • بالتفكّر في دروس التاريخ، من نجاة موسى إلى تضحية الحسين.

يوم عاشوراء ليس مجرد ذكرى، بل هو محطة إيمانية وروحية يلتقي فيها الدين بالتاريخ، والصبر بالشكر، والحزن بالأمل.

ففيه نُحيي سنّة نبينا ونتأمل كيف نصر الله رسله، وكيف ابتلى أولياءه، وكيف كان الصبر دربهم جميعًا.