ثوران عنيف لبركان إندونيسي.. هل يؤثر على خسوف القمر الكلي في سبتمبر المقبل؟

شهدت جزيرة فلوريس الإندونيسية، أمس الإثنين 7 يوليو 2025، ثورانًا ضخمًا لجبل "لووتوبي لاكي-لاكي"، تسبب في انبعاث سحابة كثيفة من الرماد والغازات البركانية بلغ ارتفاعها نحو 18 كيلومترًا في طبقات الغلاف الجوي العليا، وهو ما يُعد الأعلى منذ ثورانه السابق في نوفمبر 2024، حسب تقارير من جهات رصد محلية ودولية.
ويثير هذا الحدث الجيولوجي تساؤلات حول مدى تأثير الرماد البركاني على خسوف القمر الكلي المرتقب في 7 سبتمبر المقبل، لا سيما أن الظاهرة الفلكية ستكون مشهودة في عدة مناطق من العالم، ومن المتوقع أن تصاحبها تغيرات في لون القمر.
الجمعية الفلكية بجدة توضح: قد يتغير لون القمر ولكن التأثير محدود
وفي هذا السياق، أكدت الجمعية الفلكية بجدة عبر منشور رسمي على صفحتها بموقع فيسبوك، أن الرماد البركاني الناتج عن ثوران "لووتوبي" قد يؤثر بشكل محتمل على مظهر القمر خلال الخسوف الكلي، مشيرة إلى أن التأثير لن يكون في اختفاء القمر بل في درجة لونه.
وأوضحت الجمعية أن القمر خلال الخسوف الكلي عادة ما يظهر بلون أحمر قاتم بسبب انكسار الضوء الشمسي عبر الغلاف الجوي للأرض، ولكن في حال انتشار جسيمات رماد وثاني أكسيد الكبريت في الستراتوسفير، فإن هذا الانكسار يتغير وقد يتحول لون القمر إلى أحمر داكن جدًا، أو بني، أو حتى رمادي مائل إلى السواد.
"الظاهرة مشابهة لما حدث عقب ثوران جبل بيناتوبو عام 1991، حيث بدا القمر خلال خسوف 1992 مظلمًا بشكل غير معتاد بسبب كثافة الجزيئات المنتشرة في الجو"، حسب توضيح الجمعية.
التأثير يعتمد على عدة عوامل
وأشارت الجمعية الفلكية إلى أن مدى التأثير الفعلي لثوران البركان على الخسوف المقبل سيعتمد على عدة عوامل مهمة، أبرزها:
- كمية الرماد والغازات المنتشرة عالميًا.
- استمرار الانبعاثات البركانية خلال الأسابيع القادمة.
- قدرة التيارات الجوية على نقل الجزيئات الكبريتية من نصف الكرة الجنوبي إلى الشمالي.
- ارتفاع المواد البركانية وانتشارها في طبقة الستراتوسفير.
ولفتت الجمعية إلى أن هذه الجزيئات البركانية يمكن أن تؤدي إلى امتصاص وتبعثر الضوء المنكسر نحو القمر، مما يؤثر على مظهره في ذروة الخسوف.
دعوة للرصد والتوثيق العلمي
وشددت الجمعية على أهمية رصد الظاهرة القادمة باستخدام الكاميرات والتلسكوبات، ورصد التغيرات في لون القمر خلال مراحل الخسوف المختلفة، وذلك باستخدام مقياس "دانجون" الذي يُستخدم علميًا لتصنيف درجة سطوع الخسوف القمري.
وأضافت: "العلاقة بين النشاط الجيولوجي والظواهر الفلكية تظل واحدة من أروع صور التداخل بين علوم الأرض والفضاء، وما زالت هناك فرصة لمتابعة تطور الانبعاثات وتحليل تأثيرها على خسوف سبتمبر".
خسوف كلي نادر ينتظر العالم في 7 سبتمبر
يُذكر أن خسوف القمر الكلي المتوقع في 7 سبتمبر 2025 سيكون أحد أبرز الظواهر الفلكية في النصف الثاني من العام، وسيمكن رؤيته من أجزاء من آسيا، إفريقيا، أوروبا، وأمريكا الجنوبية.
ووسط هذا التداخل النادر بين ثوران بركاني قوي وظاهرة فلكية لافتة، يترقب العلماء والمهتمون بعلوم الفضاء مشهد القمر خلال خسوفه المقبل، في انتظار أن يكشف الواقع عن مدى تأثير الرماد البركاني على نوره ولونه.