الأمم المتحدة تحذر: ارتفاع محتمل في إصابات الإيدز و4 ملايين وفاة إضافية بحلول 2029 بسبب خفض التمويل

أطلق برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز تحذيرًا شديد اللهجة، في تقريره السنوي لعام 2025، من ارتفاع كبير متوقع في حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، قد يؤدي إلى أربعة ملايين حالة وفاة إضافية وستة ملايين إصابة جديدة بحلول عام 2029، إذا استمر خفض التمويل المقدم من المانحين الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
وتم إطلاق التقرير هذا الأسبوع من جنوب إفريقيا، وهو يعكس واقعًا صحيًا مقلقًا في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، والتي كانت تعتمد بشكل رئيسي على الدعم الدولي لمكافحة الوباء.
خفض تمويل "بيبفار" يربك استجابة العالم للإيدز
أشار التقرير إلى أن الخفض المفاجئ من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتمويل برنامج "بيبفار" (خطة الطوارئ الرئاسية للإغاثة من الإيدز)، أدى إلى ارتباك واسع في الاستجابة العالمية للفيروس، وأثر بشكل مباشر على خدمات الوقاية والعلاج، خاصة في الدول الأكثر فقرًا.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة أن هذا القرار له تداعيات كارثية، خاصة إذا استمرت الولايات المتحدة في تقليص التزاماتها تجاه البرنامج، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار شبكات الدعم الصحي المخصصة للفئات الأضعف.
إغلاق عيادات وتوقف برامج الوقاية في عدة دول
ورغم أن بعض الدول المتضررة تمكنت من زيادة إنفاقها المحلي على مكافحة الإيدز بنسبة 8%، إلا أن التقرير أكد أن هذه الزيادة غير كافية لتعويض انخفاض التمويل الدولي، مما أدى إلى إغلاق العديد من العيادات التي كانت تخدم شرائح حساسة من المجتمع، مثل:
- الرجال المثليين
- العاملين في مجال الجنس
- الفتيات المراهقات
وقالت ويني بيانيما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز: "الوقاية كانت الأكثر تضررًا مقارنة بالعلاج، الفئات السكانية الرئيسية كانت تعتمد على خدمات مجتمعية موجهة بشكل خاص، وهذه الفئات كانت أول من خسر تلك الخدمات بسبب نقص التمويل".
تقلص عدد موظفي البرنامج.. وانخفاض في فعالية الاستجابة
وكشفت الأمم المتحدة أن برنامجها يخفض عدد موظفيه إلى 294 موظفًا فقط بدلًا من 661، وهو ما يُعد تراجعًا كبيرًا في القدرة التشغيلية، ويؤثر على التغطية الجغرافية ومستوى الدعم المقدم في المجتمعات الأكثر تضررًا.
وأكدت بيانيما أن تراجع التمويل لا يعود فقط للولايات المتحدة، بل إن المانحين الأوروبيين أيضًا بدأوا منذ سنوات تقليص مساعداتهم التنموية، مبررين ذلك بتغير أولويات الإنفاق الدفاعي، لا سيما مع تصاعد الحرب في أوكرانيا.
وأضافت: "لقد أخبرونا أن المسألة تتعلق بالإنفاق الدفاعي. الأرقام تظهر أن الإنفاق العالمي على الصحة بلغ ذروته ثم بدأ بالتراجع."
المكاسب مهددة: رغم انخفاض الإصابات والوفيات في 2024
ورغم التحذيرات، أشار التقرير إلى بعض المؤشرات الإيجابية، حيث انخفضت نسبة الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز بنسبة 40%، والوفيات المرتبطة بالمرض بأكثر من النصف، مقارنة بعام 2010. إلا أن عام 2024 وحده شهد تسجيل 1.3 مليون إصابة جديدة، ما يوضح أن الخطر لا يزال قائمًا.
وأبدى التقرير قلقه من أن المكاسب المحققة خلال العقد الماضي قد تتلاشى بالكامل، ما لم يتم التحرك العاجل لإعادة تمويل البرامج الحيوية لمكافحة الإيدز عالميًا.
توصيات أممية عاجلة
دعا برنامج الأمم المتحدة في ختام تقريره إلى:
- إعادة النظر في قرارات خفض التمويل من الدول المانحة الكبرى
- إعادة تفعيل الدعم لخطة "بيبفار" الأمريكية
- الاستثمار في برامج الوقاية المجتمعية خاصة لتلك الموجهة للفئات المهمشة
- ضمان استمرارية الأدوية المنقذة للحياة وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي