في الذكرى الأولى لاستشهاده.. من هو محمد الضيف القائد الذي أرعب الاحتلال وتوارى لـ30 عامًا؟

بمناسبة مرور عام على اغتيال محمد الضيف القائد العسكري لحركة حماس، بقصف إسرائيلي في 13 يوليو 2024، على مواصي رفح جنوب قطاع غزة، تحيي حركة حماس ذكرى اغتيال محمد الضيف، قال "أبو عبيدة" المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، إن " محمد الضيف، الذي قاد مع إخوانه طوفان الأقصى، موجّهين للعدو الصهيوني أقسى ضربةٍ في تاريخه؛ أدت إلى إسقاط الردع الصهيوني إلى الأبد، وتوحيد طاقات الأمة وتوجيه بوصلتها نحو فلسطين، وإعادة قضية فلسطين إلى الصدارة من جديد".
مرور عام على اغتيال محمد الضيف
وأضاف في بيان بمناسبة مرور عام على اغتيال محمد الضيف القائد العسكري لحركة حماس،: "عقودٌ من الجهاد والمطاردة والتضحية والقيادة والإبداع تكللتْ بالشهادة، ليلتحق قائدنا الكبير بركب شهداء شعبنا وقادته العظام، وتختلط دماؤه وإخوانه القادة بدماء أبناء شعبنا وأمتنا، الذين ضحّوْا بأغلى ما يملكون من أجل الأقصى وفلسطين".
وتابع: "لقد أحيا محمد الضيف في الأمة جمعاء ذكرى الصحابة والمجاهدين الأوائل كَعَلِيٍّ وخالد والقعقاع والمثنى وغيرهم من القادة الفاتحين، وظلّ لعقود مُلهمًا للأجيال التي لم تعرف صورته ولكنها كانت تفخر بفعالِ كتائبه المظفرة، وسيبقى كما غيره من القادة العظام نبراسًا لكل أحرار العالم"
ومضى يقول: "لا يزال إخوان الضيف وأبناؤه ومحبوه في كل بقاع العالم يواصلون طريقه، ويكبّدون الاحتلال كل يومٍ مزيدًا من الخسائر الاستراتيجية، وسيبقى طيفه كابوسًا يؤرق مجرمي الحرب واللصوص؛ الذين لن يهنؤوا بعيشٍ في أرض فلسطين بعد أن خطّ الضيف وإخوانه بدمهم الفصل الأخير في سِفْر تحرير فلسطين".
وفي في 13 يوليو 2024، استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية منطقة مواصي رفح في قطاع غزة بهدف اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وأسفر الهجوم عن مجزرة قتل فيها وفقًا لوزارة الصحة في غزة، ما لا يقل عن 90 فلسطينيا وجُرح 300 على الأقل في المنطقة التي قالت عنها إسرائيل أنها منطقة آمنة للمدنيين، كما أعلن جيش الاحتلال وقتها اغتيال قائد لواء خان يونس رافع سلامة.
أما في 30 أغسطس أعلن المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس أبو عبيدة، استشهاد رئيس أركان القسام والقائد البارز محمد الضيف وعدد من القيادات البارزة، وكشف أبو عبيدة، أيضا عن استشهاد مروان عيسى نائب قائد هيئة الأركان للكتائب خلال معركة طوفان الأقصى.
النشأة والانتماء السياسي لمحمد الضيف
مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987، انضم إلى حركة حماس، ليصبح أحد القادة البارزين في صفوفها.
اعتقال محمد الضيف وبدايته مع حماس
في عام 1989، اعتقلته القوات الإسرائيلية بسبب نشاطاته العسكرية، وقضى 16 شهرًا في السجون. بعد خروجه، أصبح أحد القادة الميدانيين في كتائب عز الدين القسام، وشارك في العديد من العمليات ضد الاحتلال.
القيادة العسكرية
بعد سلسلة من محاولات الاغتيال التي تعرض لها، تولى محمد الضيف قيادة كتائب القسام بعد اغتيال صلاح شحادة في عام 2002. قاد المقاومة الفلسطينية عبر تطوير استراتيجيات قتالية، وتعزيز قدرات الحركة في صناعة القنابل، وتطوير الأنفاق في قطاع غزة.
محاولات اغتيال محمد الضيف
منذ عام 2001، تعرض محمد الضيف للعديد من محاولات الاغتيال، ونجح في النجاة منها، رغم الهجوم الصاروخي الإسرائيلي في 2014 الذي أسفر عن استشهاد زوجته وطفليه. ظل الضيف بعيدًا عن الأضواء، متجنبًا الظهور الإعلامي، واقتصر تواصله على البيانات المكتوبة أو المسجلة.
دور الضيف في العملية الأخيرة.. «طوفان الأقصى»
في 7 أكتوبر 2023، قاد محمد الضيف عملية «طوفان الأقصى»، التي استهدفت المؤسسات العسكرية الإسرائيلية بإطلاق 5 آلاف صاروخ خلال عشرين دقيقة، مؤكدًا أنها كانت ردًا على الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
التصنيف من قبل الاحتلال الإسرائيلي
تعتبر المخابرات الإسرائيلية محمد الضيف من أبرز المطلوبين، ووصفته بـ «رأس الأفعى» و«ابن الموت». ورغم محاولات اغتياله المتعددة، لم تنجح إسرائيل في تصفيته، ليبقى رمزًا للمقاومة الفلسطينية.
استشهاد الضيف
واليوم، أعلنت حركة حماس عن استشهاد محمد الضيف، بعد أكثر من 7 أشهر من تداول أنباء عن اغتياله. في بيان رسمي من كتائب القسام، تم الإعلان عن مقتل الضيف مع ستة من قياديي الحركة، بينهم مروان عيسى، ورائد ثابت، ورافع سلامة، إضافة إلى أيمن نوفل، وغازي أبوطماع. وقد أكدت حماس أن هذا الحدث جاء ليُسجل نقطة فارقة في مسيرة المقاومة الفلسطينية.
وأثار خبر استشهاد محمد الضيف ردود فعل متباينة على الساحة الدولية. ففي حين اعتبرته إسرائيل نجاحًا في استهداف أحد أبرز قادة المقاومة، أدانت جهات دولية وإقليمية العملية، معتبرة إياها تصعيدًا خطيرًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
إرثه وتأثيره
يُعتبر محمد الضيف رمزًا للمقاومة الفلسطينية، وقد ترك بصمة واضحة في تطوير القدرات العسكرية لحركة حماس، وتنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي. سيظل اسمه مرتبطًا بالنضال الفلسطيني، وسيبقى تأثيره حاضرًا في الأجيال القادمة.