إدمان الهواتف الذكية: خطر صامت يهدد التركيز والعلاقات النفسية والاجتماعية
إدمان الهواتف الذكية: خطر صامت يهدد التركيز والعلاقات النفسية والاجتماعية

في عالم أصبحت فيه الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، انتقلت الأجهزة من مجرد وسيلة للاتصال إلى نافذة نعيش من خلالها العالم كله.
ولكن وسط هذا الانغماس المتواصل في الشاشات، ظهر خطر جديد يتسلل بهدوء وهو إدمان الهواتف الذكية.
هذا الإدمان لا يهدد وقتنا فحسب، بل يعبث بصحتنا النفسية، ويضعف علاقاتنا، ويؤثر على تركيزنا وإنتاجيتنا.
فما مظاهر هذا الإدمان؟ وكيف نعرف أننا وقعنا ضحيته؟ وما هي الحلول المتاحة للخروج من هذا الفخ الرقمي؟، تنشر لكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية كافة التفاصيل.

ما هو إدمان الهاتف؟
يُعرف إدمان الهاتف الذكي بأنه الاعتماد المفرط والمتكرر على الهاتف بدرجة تؤثر سلبًا على النشاطات اليومية والعلاقات الشخصية والمهنية.
ويأخذ الإدمان صورًا متعددة مثل:
- التحقق المستمر من الإشعارات حتى دون وصول إشعار فعلي.
- الشعور بالقلق أو التوتر عند الابتعاد عن الهاتف (رُهاب الانفصال عن الهاتف – Nomophobia).
- فقدان التركيز أثناء الدراسة أو العمل بسبب التشتت الناتج عن تصفح التطبيقات.
- الاستغراق في استخدام الهاتف لعدة ساعات متواصلة دون إدراك الوقت.
في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية تقول الدكتورة نجلاء العزبي، أخصائية الطب النفسي والعلاج السلوكي:إدمان الهواتف الذكية لا يختلف كثيرًا عن أنواع الإدمان الأخرى من حيث التأثير العصبي.
فكل إشعار جديد يفرز كمية من الدوبامين في الدماغ، مما يولد شعورًا مؤقتًا بالسعادة، وهذا ما يدفع الدماغ للمطالبة بتكرار التجربة مرارًا.
وأضافت:الخطورة تكمن في أن هذا الإدمان قد يؤدي إلى مشاكل في النوم، وقلق دائم، وتدهور في مهارات التواصل الواقعي، خاصة عند الأطفال والمراهقين.
مؤشرات تدل على أنك مدمن للهاتف دون أن تدري
قد لا يعتبر البعض أنفسهم مدمنين، لكن هذه المؤشرات التالية كافية لتشخيص الموقف:

- استخدام الهاتف فور الاستيقاظ وقبل النوم مباشرة.
- الشعور بالضيق أو الملل عند عدم توفر الإنترنت.
- تجاهل الأنشطة الاجتماعية أو قضاء وقت أقل مع العائلة والأصدقاء.
- انخفاض الإنتاجية في العمل أو الدراسة.
- الشكوى المستمرة من الصداع أو آلام الرقبة والظهر بسبب التحديق الطويل في الشاشة.
الآثار النفسية والاجتماعية لإدمان الهاتف
- القلق والتوتر والاكتئاب.
- العزلة الاجتماعية وغياب التفاعل الإنساني الحقيقي.
- فقدان مهارات الحوار والإنصات.
- ضعف العلاقات الزوجية والأسرية.
- الإرهاق الذهني المستمر وضعف التركيز.
طرق الوقاية والعلاج من إدمان الهوات
رغم أن الهواتف جزء من حياتنا، إلا أن هناك حلولًا للسيطرة على استخدامها:
- تحديد أوقات مخصصة لاستخدام الهاتف، خاصة قبل النوم.
- استخدام تطبيقات مراقبة الوقت مثل “Digital Wellbeing” و“StayFree”.
- تخصيص يوم أسبوعيًا خالٍ من الشاشات لقضاء وقت مع العائلة أو القراءة أو المشي.
- تشجيع الأطفال على الأنشطة الواقعية، مثل الرياضة والرسم بدلًا من الألعاب الإلكترونية.
- استشارة مختص نفسي في حال كانت المشكلة متفاقمة وتؤثر على الحياة اليومية.