يوم الجمعة.. وقت لمراجعة النفس وراحة للقلوب

يوم الجمعة.. وقت لمراجعة النفس وراحة للقلوب

منوعات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في خضمّ انشغالات الحياة اليومية وضغوطها المتزايدة، يظلّ يوم الجمعة بمثابة استراحة إيمانية وروحية ينتظرها الملايين من المسلمين حول العالم.

 هو ليس مجرّد عطلة أسبوعية، بل فرصة عظيمة لتجديد العلاقة مع الله، والتفرغ للعبادة، والدعاء، وتصفية القلب من هموم الدنيا.

 الجمعة يوم الذكر والدعاء والتوبة

جعل الله يوم الجمعة يومًا مميزًا، وجعله سبحانه موسمًا أسبوعيًا للطاعات، حيث يجتمع الناس في بيوت الله، يستمعون إلى خطب تذكيرية، ويؤدون الصلاة جماعة، ثم يتفرغون للدعاء والاستغفار وقراءة القرآن.

قال النبي ﷺ: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا، إلا أعطاه إياه" [رواه مسلم].

ويُستحب أن يكثر المسلم من الدعاء في هذا اليوم المبارك، خاصة بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس، وهي أوقات يُرجى فيها القبول والاستجابة.

يوم الجمعة.. وقت لمراجعة النفس وراحة للقلوب 
يوم الجمعة.. وقت لمراجعة النفس وراحة للقلوب 

 كيف نستثمر يوم الجمعة؟

  • قراءة سورة الكهف: لما لها من نورٍ بين الجمعتين.
  • كثرة الصلاة على النبي ﷺ: فهي من أعظم القربات في هذا اليوم.
  • الدعاء لأنفسنا ولمن نحب: في ساعة لا يُرد فيها الدعاء.
  • الاستغفار والتوبة: فباب الرحمة مفتوح، والذنوب تُغفر بإذن الله.
  • صلة الرحم وزيارة الأقارب: فهي من السنن التي تزيد من البركة.

تقول السيدة عبير رمضان، (موظفة وأم لثلاثة أبناء) في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية:"أحرص كل جمعة على تخصيص ساعة للدعاء لأبنائي، وقراءة سورة الكهف معهم، لأنني أشعر أن البركة تحلّ علينا بعدها."

ويضيف الطالب محمد حاتم في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية:"بالرغم من ضغوط الدراسة، فإن يوم الجمعة يعيد لي الهدوء، وخاصة عندما أسمع الخُطبة وأدعو بما في قلبي."

 دعاء الجمعة غذاء للروح

من أشهر الأدعية المحببة في يوم الجمعة:

  • "اللهم اجعل لنا في هذا اليوم دعوة لا تُرد، وهب لنا رزقًا لا يُعد، وافتح لنا بابًا إلى الجنة لا يُسد."
  • "اللهم اجعلنا من أهل التوفيق والهداية، واغفر لنا ولوالدينا ولمن نحب."
  • "اللهم أتم علينا نعمك، وادفع عنا نقمك، ووفقنا لما تحب وترضى."

 الجمعة.. موعد متجدد مع الطمأنينة

 

في زمنٍ تتسارع فيه الأخبار، وتثقل فيه الضغوط على القلوب والعقول، يبقى يوم الجمعة ملاذًا ثابتًا للمؤمنين، يجدون فيه سكونًا لا يشبه أي وقت آخر. 

صوت الأذان، وأجواء الخشوع، والدعاء الصادق في ساعة الإجابة، كلها تنقل الإنسان من صخب الحياة إلى سكينة الروح.

إنه يوم يتصالح فيه الإنسان مع نفسه، ويعيد ترتيب أولوياته، ويستشعر معنى القرب من الله، ذلك القرب الذي لا يُشترى، بل يُنال بالإخلاص والدعاء والعمل الصالح.

فلنحرص جميعًا على ألا يمر يوم الجمعة كأي يوم عادي. لنجعل منه بداية جديدة، وصفحة بيضاء تُكتب فيها أجمل الأدعية وأصدق التوجهات، لعلّها تصعد إلى السماء وتُفتح لها أبواب الرحمة.