هل تتأثر مصر بزلزال روسيا المدمر؟(كامل التفاصيل)

شهد العالم فجر اليوم الأربعاء حدثًا جيولوجيًا بالغ القوة، حيث ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر منطقة سواحل شبه جزيرة كامشاتكا في أقصى شرق روسيا، وهو الأقوى في تلك المنطقة منذ عام 1952.

 وقع هذا الزلزال الذي بلغت قوته مستوى نادر الحدوث، على عمق يتراوح بين 19 إلى 20 كيلومترًا وتبعته موجات تسونامي وصلت إلى ارتفاع 5 أمتار في بعض المناطق، مما دفع السلطات الروسية واليابانية إلى إعلان حالة الطوارئ، وإخلاء مئات الآلاف من السكان، وإغلاق منشآت حيوية.

ورغم حجم الحدث الجيولوجي وأثره الإقليمي، أكد الدكتور شريف الهادي، رئيس الشبكة القومية للزلازل في مصر، أن الدولة المصرية آمنة تمامًا وبعيدة عن نطاق الزلزال أو تأثيراته المحتملة، موضحًا أن الزلزال وقع على بعد يزيد عن 9300 كيلومتر من السواحل المصرية، ولا توجد امتدادات جغرافية أو جيولوجية يمكن أن تربط مركز الزلزال بمنطقة شرق المتوسط.

زلزال كامشاتكا.. أقوى هزة أرضية منذ سبعين عامًا

الزلزال الذي ضرب شرق روسيا فجر اليوم يعد الأقوى في شبه جزيرة كامشاتكا منذ أكثر من سبعة عقود. 

وقد وقع تحديدًا على بعد نحو 125 كيلومترًا جنوب شرق مدينة "بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي"، وأدى إلى اهتزازات عنيفة في الأرض وشقوق واضحة في العديد من الطرق والمرافق.

وتقع كامشاتكا في قلب ما يعرف بـ "حلقة النار" في المحيط الهادئ، وهي واحدة من أكثر مناطق العالم نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا، نظرًا لتموضعها بين صفائح تكتونية نشطة.

تسونامي يصل اليابان ويتسبب في إخلاء 900 ألف شخص

لم يمر وقت طويل حتى تبع الزلزال موجات تسونامي عنيفة بلغ ارتفاعها في بعض المناطق مثل مدينة Severo-Kurilsk الروسية نحو 4 إلى 5 أمتار، مسببة أضرارًا بالموانئ والمنشآت الساحلية. كما وصلت موجات أقل حدة إلى السواحل الشمالية الشرقية لليابان، وتحديدًا في جزيرة هوكايدو، حيث تراوح ارتفاع الموج ما بين 0.4 إلى 1.3 متر.

وقد دفعت هذه التطورات السلطات اليابانية إلى اتخاذ إجراءات وقائية واسعة النطاق، شملت إجلاء نحو 900 ألف مواطن من المناطق الساحلية، بالإضافة إلى إغلاق مؤقت لبعض المنشآت الحيوية مثل محطة فوكوشيما النووية.

طمأنة رسمية: مصر خارج الحزام الزلزالي وتتمتع ببنية رصد متقدمة

في ظل تصاعد الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خاصة بعد سلسلة الزلازل الخفيفة التي شعر بها المواطنون خلال الأشهر الأخيرة، خرج الدكتور شريف الهادي بتصريحات رسمية مطمئنة، أكد خلالها أن مصر تقع خارج نطاق الأحزمة الزلزالية العالمية، وعددها سبعة، وبالتالي لا يوجد خطر مباشر أو غير مباشر من زلزال روسيا.

وأضاف أن مصر تمتلك واحدة من أحدث شبكات رصد الزلازل في العالم، وتُعد من أوائل الدول في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي طورت قدراتها في هذا المجال. وتمتلك الدولة سجلًا زلزاليًا ضخمًا يعود لأكثر من 5 آلاف عام، ما يتيح قدرة فريدة على رصد وتحليل الظواهر الزلزالية حتى خارج الأراضي المصرية.

الزلازل العالمية وتأثيرها على مصر

أوضح الدكتور شريف الهادي أن الزلزال الروسي يبعد عن الأراضي المصرية نحو 9300 كيلومتر، كما أن موجات التسونامي الناتجة عنه لا تصل بأي حال من الأحوال إلى البحر المتوسط، نظرًا للطبيعة الجغرافية والجيولوجية الفاصلة بين المنطقتين.

وأشار إلى أن قرب مصر من بعض المناطق النشطة زلزاليًا مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر قد يجعلها تتأثر أحيانًا بهزات متوسطة القوة، إلا أن مرونة المجتمع المصري وتطور أدوات الرصد والإنذار المبكر تجعل من هذه الأحداث manageable، ويتم التعامل معها بكفاءة عالية.