في يوم الجمعة.. روحانية الدعاء وأثره في التخفيف من ضغوط الحياة
في يوم الجمعة.. روحانية الدعاء وأثره في التخفيف من ضغوط الحياة
يوم الجمعة ليس كباقي أيام الأسبوع؛ فهو يوم مميز في الوجدان الإسلامي، يحمل في طياته الكثير من البركة والنفحات الإيمانية.
ويعد الدعاء فيه من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، خاصة في ساعاته الأخيرة قبل غروب الشمس، حيث يرجو المسلمون أن تصادف دعواتهم ساعة الاستجابة التي ورد ذكرها في أحاديث نبوية صحيحة.
ومع ضغوط الحياة وتسارع وتيرتها، بات اللجوء إلى الله بالدعاء وسيلة روحية تلجأ إليها النفوس المتعبة بحثًا عن الطمأنينة والسكينة.
الدعاء يوم الجمعة عبادة وراحة نفسية
يشير علماء النفس والاجتماع إلى أن الدعاء لا يقتصر على كونه عبادة روحية فحسب، بل يمثل تفريغًا نفسيًا للهموم والكروب، حيث يجد الإنسان فيه متنفَّسًا يعبّر من خلاله عن مخاوفه وآماله، وهو ما ينعكس إيجابيًا على حالته النفسية.
كما أن الدعاء يخلق توازنًا داخليًا ويمنح صاحبه شعورًا بالسيطرة على قلقه من المجهول، فهو يتحدث إلى الله الذي يؤمن بقدرته المطلقة.
دعاء يوم الجمعة علي منبر الجمعة
وفي المساجد، يحرص الأئمة والخطباء في خطب الجمعة على التذكير بأهمية الدعاء، ويخصّون هذا اليوم بتوجيهات تحثّ المصلين على استغلاله بالدعاء لأنفسهم، لذويهم، ولأوطانهم.
وتقول وزارة الأوقاف إن كثيرًا من الخطب تركز على فضائل هذا اليوم، خاصة الدعاء، انطلاقًا من قوله ﷺ: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه".
دعاء يوم الجمعة على منصات التواصل
انتقل أثر الدعاء في يوم الجمعة إلى العالم الرقمي، حيث تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منابر دعوية يتبادل فيها الناس الأدعية المكتوبة والمصورة.
وتنتشر العبارات مثل "اللهم اجعل لنا في هذا اليوم دعوة لا تُرد"، و"اللهم في يوم الجمعة ارحم من اشتاقت لهم أرواحنا".
وأصبحت هذه المنشورات تُذكّر المتابعين بأهمية الدعاء، وتعزز الروابط الإيمانية بينهم.
وفي جولة ميدانية قامت بها بوابة الفجر الإلكترونية بجوار أحد المساجد الكبرى في القاهرة، التقينا عددًا من المصلين، حيث عبّر عم حسن (65 عامًا) عن ارتباطه بالدعاء يوم الجمعة قائلًا: "منذ شبابي، وأنا أجلس بعد صلاة العصر وأرفع يدي للسماء، أدعو لأسرتي وأحفادي، وأخرج من المسجد وكأن جبال الهم قد زالت".
بينما ترى الطالبة آية سامي أن "الدعاء هو سلاحي في الدراسة والامتحانات، ولا أترك يوم جمعة دون أن أدعو لنفسي بالتوفيق".
وفي ظل ما يشهده العالم الإسلامي من أزمات متلاحقة، يكثر الدعاء الجماعي في المساجد يوم الجمعة بأن يرفع الله الغلاء، وأن ينصر المظلومين، ويصلح أحوال الأمة.
ويتداول رواد الإنترنت كثيرًا من الأدعية العامة التي تلامس وجدان الناس، وتؤكد على أن الدعاء لا يقتصر على الفرد، بل هو أداة لدعاء الأمة كلها.
ويظل يوم الجمعة محطة إيمانية تتجدّد كل أسبوع، يفتح فيها المسلم صفحة جديدة مع ربه، ويطلق لسانه بالدعاء في سكون قلبه.
وبينما تتغير الأحوال وتتشعب الأزمات، يظل الدعاء ملاذًا لا يخيب، لا يحتاج إلى موعد، ولا تكلفة، ولا وسطاء.
