الأشخاص شديدو الحساسية: لماذا هم أكثر عرضة للاكتئاب والقلق؟

منوعات

الحساسية المفرطة
الحساسية المفرطة

هل سمعت يومًا بلقب "ملكة الدراما" أو "الشخص المفرط في الحساسية"؟ خلف هذه الصور النمطية، يقف مفهوم علمي حقيقي يُعرف بـ الشخص شديد الحساسية (HSP)، وهو نمط شخصي يتميز باستجابة عاطفية وجسدية ونفسية مضاعفة للمؤثرات مقارنةً بغيره.

وفقًا لأبحاث علمية بريطانية حديثة، يُمثل هؤلاء الأشخاص ما يقارب واحدًا من كل ثلاثة أفراد، وهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات الصحة النفسية الأخرى.

نتائج البحث

في أول دراسة واسعة النطاق من نوعها، حلّل علماء من جامعة كوين ماري بلندن وجامعة سري بيانات من 33 دراسة سابقة شملت أكثر من 12،600 مشارك بمتوسط عمر 25 عامًا.

النتائج كانت واضحة:

الأشخاص شديدو الحساسية أكثر عرضة للإصابة بـ الاكتئاب والقلق.

الحساسية العالية ارتبطت بـ اضطراب ما بعد الصدمة، رهاب الخلاء، واضطراب الشخصية التجنبية.

هؤلاء الأشخاص يتأثرون بشدة بالتجارب السلبية وأيضًا الإيجابية، ما يجعل جودة بيئتهم عاملًا حاسمًا في صحتهم النفسية.

يقول توم فالكنشتاين، معالج نفسي ومؤلف مشارك في الدراسة:

"وجدنا ارتباطات واضحة بين الحساسية العالية ومشاكل الصحة النفسية. ما يعني أن أخذ هذا العامل في الاعتبار قد يُحسّن التشخيص والعلاج."

من أين يأتي هذا النمط الشخصي؟

صاغت عالمة النفس إيلين آرون مصطلح "الشخص شديد الحساسية" في منتصف التسعينيات. ووصفت هؤلاء الأشخاص بأن لديهم:

جهازًا عصبيًا مركزيًا أكثر يقظة تجاه المؤثرات الجسدية والعاطفية والاجتماعية.

شعورًا متطورًا بالخطر ربما له جذور وراثية.

مستويات أعلى من بعض النواقل العصبية مثل الدوبامين، مما يزيد من الاستجابة للمحفزات.

وبحسب النظرية، يميل الأشخاص شديدو الحساسية إلى "قراءة" مشاعر الآخرين بعمق غير عادي، لكن هذا أيضًا قد يجعلهم أكثر عرضة للقلق والتوتر.

بين التحدي والميزة

يشير البروفيسور مايكل بلوس، خبير علم النفس التنموي والمشارك في الدراسة:

"من المهم أن نتذكر أن الأشخاص شديدي الحساسية أكثر استجابةً للتجارب الإيجابية كذلك، بما في ذلك العلاج النفسي."

بمعنى آخر، رغم أنهم أكثر عرضة للتأثر بالأحداث السلبية، فإنهم أيضًا يجنون فائدة مضاعفة من الدعم النفسي والبيئات الإيجابية.

مشاهير عرّفوا أنفسهم كأشخاص حساسين للغاية

العديد من الشخصيات العامة تحدثت علنًا عن هذا الجانب من شخصياتها، مثل:

نيكول كيدمان

ميراندا هارت

ليكسي جونز

ما يفتح الباب أمام وعي مجتمعي أكبر بأن الحساسية ليست "ضعفًا"، بل سمة إنسانية لها جوانبها الإيجابية والتحديات أيضًا.