«المولد النبوي بين الروحانية والظروف الاقتصادية »..كيف يحتفل المصريون بذكرى 12ربيع الأول؟
«المولد النبوي بين الروحانية والظروف الاقتصادية ».. كيف يحتفل المصريون بذكرى 12 ربيع الأول؟.
تعرف على موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر.. الحكومة تعلن الخميس 4 سبتمبر عطلة رسمية مدفوعة الأجر للقطاعين العام والخاص والمدارس والبنوك، مع فعاليات دينية واجتماعية مميزة.
مع اقتراب حلول ذكرى المولد النبوي الشريف لعام 2025، تزداد مظاهر البهجة في الشوارع والأسواق المصرية، حيث ينتظر المواطنون يوم الخميس 4 سبتمبر الذي أعلنته الحكومة إجازة رسمية مدفوعة الأجر لكافة العاملين في الدولة والقطاع الخاص والبنوك والمدارس والجامعات.
ويُعد هذا اليوم واحدًا من أبرز المناسبات التي يتقاطع فيها البعد الديني مع الاجتماعي والاقتصادي، ليجسد صورة شاملة للاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أجواء روحانية في المساجد
من الناحية الدينية، أكد الدكتور عبد الهادي القصبي، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن المولد النبوي يمثل محطة إيمانية عظيمة يستعيد فيها المسلمون سيرة النبي العطرة وصفاته الكريمة.
وأضاف في تصريحاته أن المساجد الكبرى ستشهد برامج خاصة تشمل دروسًا ومحاضرات عن حياة الرسول، إضافة إلى أمسيات إنشادية وابتهالات تعكس روح المناسبة.
التراث الشعبي حاضر بقوة
على الجانب الاجتماعي، يوضح الدكتور سيد عبد الحميد، الباحث في التراث الشعبي، أن احتفالات المصريين بالمولد النبوي لها طابع مميز ارتبط بحلوى المولد وعرائس الحلاوة منذ مئات السنين.
ويشير إلى أن هذه العادات، رغم تغير مظاهرها بمرور الزمن، ما تزال جزءًا لا يتجزأ من وجدان المصريين، حيث تملأ الأسواق وتدخل البهجة إلى قلوب الأطفال والكبار على السواء.
دفعة اقتصادية للأسواق
اقتصاديًا، يرى الخبير محمود فوزي أن موسم المولد يعد فرصة ذهبية لانتعاش الأسواق المحلية، خاصة في قطاع الصناعات الغذائية.
ويؤكد أن حجم مبيعات حلوى المولد يرتفع بنسبة كبيرة مقارنة بالأيام العادية، ما يعزز الحركة التجارية ويوفر فرص عمل إضافية موسمية، فضلًا عن دوره في دعم الحرف التقليدية المرتبطة بتصنيع منتجات المولد.
إقرأ المزيد..طرح حلوى المولد بالمجمعات الاستهلاكية بتخفيضات تصل إلى 25%
عطلة دينه بنكهة أسرية
أما على صعيد الحياة اليومية، فيعتبر كثير من المواطنين أن عطلة المولد النبوي فرصة للتلاقي الأسري والتواصل الاجتماعي.
حيث يحرص الأهالي على قضاء اليوم مع العائلة وتبادل الزيارات والتهاني، إلى جانب المشاركة في الفعاليات الثقافية والدينية التي تُقام في مختلف المحافظات.
أبعاد متعددة للمناسبة
ويرى محللون اجتماعيون أن المولد النبوي لا يقتصر على كونه عطلة رسمية أو احتفالًا شعبيًا، بل هو مناسبة جامعة تعكس هوية المجتمع المصري وتماسكه، حيث يجتمع فيها البعد الديني مع التراث الشعبي والتأثير الاقتصادي.
كما أنها فرصة لتربية الأجيال الجديدة على استلهام القيم النبوية في حياتهم اليومية. وفي النهاية، يظل يوم الخميس 4 سبتمبر 2025 علامة فارقة في الأجندة الرسمية والدينية والاجتماعية، باعتباره آخر إجازة رسمية في العام، ومناسبة عزيزة على قلوب المصريين.
فهو يوم يجمع بين التفرغ للعبادة، والاحتفال بالتراث، والاستفادة من الزخم الاقتصادي، ليؤكد أن ذكرى مولد النبي الكريم ستظل متجددة بحضورها ومعانيها في حياة المصريين عامًا بعد عام.
