غرباء في دنيا لا تشبهنا..الكلمات الأخيرة لمريم أبو دقة قبل استشهادها في قصف إسرائيلي "فيديو"

"جنة بتستنى وهنا من ربي ورضوان"، كانت تلك الكلمات الأخيرة للصحفية الفلسطينية مريم أبو دقة، ودعت بها تلك الحياة المريرة التي لم تحلو فيها ولم تهنا فيها يومًا بسبب احتلال غاشم قرر أن يبيد هذه القطعة من الأرض على مرئ ومسمع من العالم كله.
أخر كلمات الصحفية مريم أبو دقة
ونشرت «أبودقة» فيديو على صفحتها بـ«إنستجرام» قبل استشهادها بساعات قائلة: «جنة بتستنى وهنا من ربي ورضوان». لمشاهدة الفيديو اضغط هنا.
وقبل أيام من استشهادها، ودعت أبودقة متابعيها بكلمات مؤثرة عبر صفحتها على «فيسبوك»، كتبت فيها: «غرباء في دنيا لا تشبهنا.. ننتظر الرحيل في صمت»، في إشارة مؤلمة إلى واقع الحرب والاغتراب القسري الذي يعيشه الفلسطينيون تحت نيران الاحتلال.
القصة الصحفية الأخيرة لـ مريم أبو دقة
خلال العدوان على غزة، تميزت بتغطيات إنسانية مؤثرة: "حين ترى التراب يغطي أغلى ما لديك وقتها ستدرك كم هي تافهة الحياة" هو آخر منشور كتبته عبر فيسبوك قبل استشهادها.
وثّقت قصصًا شخصية مؤثرة؛ كقصة الشاب أحمد، المعاق الذي تمنى فقط السفر لتلقي العلاج والوقوف على قدميه من جديد.
استشهدت مريم أبو دقة في قصف استهدف مجمع ناصر الطبي في خان يونس، ضمن حملة ممنهجة ضد الصحفيين في غزة، ليزيد عدد الصحفيين الذين ارتقوا منذ بداية الحرب إلى نحو 245 صحفيًا فلسطينيًّا.
وقد نعت زميلتها ولاء فروانة مريم بعبارات مؤثرة، قائلة: "مريم خلوقة متواضعة نشيطة، الله يتقبلك ويهنيكي بالجنة ويصبر أحبابك وابنك".
ورافقت أبودقة في رحيلها ثلة من زملائها الصحفيين (معاذ أبوطه، محمد سلامة، حسام المصري) الذين واصلوا تغطية جرائم الاحتلال من قلب الميدان، إلى جانب أفراد من الطواقم الطبية التي استهدفتها آلة الحرب الإسرائيلية داخل المستشفى.
مريم أبو دقة كانت مثالاً للصحفية التي تحدّت قسوة الحرب بالإنسانية، والتقطت من الأرض المدمّرة لحظات أمل، ولم تتراجع أمام الخطر، حتى أصبحت "العنوان" والرسالة. رحلت جسداً، لكن صوتها باقٍ في ضمائر من عرفوها ومن لم يعرفوها بعد.