متابعة الحمل في الشهور الأولى ضرورة وليست رفاهية.. خبراء يحذرون من مخاطر الإهمال
متابعة الحمل في الشهور الأولى ضرورة وليست رفاهية.. خبراء يحذرون من مخاطر الإهمال

تعد الشهور الأولى من الحمل مرحلة حساسة وفارقة في حياة المرأة، حيث يبدأ خلالها تكوين أعضاء الجنين ونموه الأساسي.
وفي الوقت الذي يحرص فيه كثير من السيدات على الاهتمام بالتغذية والراحة، تُهمل بعضهن المتابعة الطبية المبكرة، الأمر الذي قد يعرضهن والجنين لمضاعفات صحية خطيرة كان من الممكن تفاديها بالفحص المنتظم.
أهمية الكشف المبكر للأم الحامل
يوضح الأطباء أن أول زيارة للطبيب بعد تأخر الدورة الشهرية أمر بالغ الأهمية، إذ يتم خلالها التأكد من حدوث الحمل، وتحديد عمر الجنين بدقة، والتأكد من أن الحمل ليس خارج الرحم، إلى جانب وصف المكملات الغذائية اللازمة مثل حمض الفوليك الذي يساهم في الوقاية من التشوهات الخلقية.

مضاعفات إهمال المتابعة في بداية الحمل
يحذر الخبراء من أن إهمال المتابعة في بداية الحمل قد يؤدي إلى:
- الحمل خارج الرحم، والذي إذا لم يتم اكتشافه مبكرًا قد يتسبب في نزيف داخلي يهدد حياة الأم.
- زيادة احتمالية التشوهات الجنينية نتيجة غياب المكملات الضرورية في الفترة الحرجة من التكوين.
- الإجهاض المبكر، حيث يمكن لبعض الحالات أن تُدار طبيًا لتقليل نسب حدوثه.
- مضاعفات الأمراض المزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم التي قد تزداد خطورتها أثناء الحمل.
- فقر الدم الحاد الذي يؤثر سلبًا على صحة الأم ويحد من وصول الأكسجين بشكل كافٍ للجنين.
فحوصات أساسية لا غنى عنها للأم الحامل
وتشمل قائمة الفحوصات الطبية الضرورية في بداية الحمل:
- تحاليل دم شاملة لاكتشاف الأنيميا ومتابعة مستوى الهرمونات.
- تحليل بول للكشف الالتهابات أو مؤشرات تسمم الحمل المبكر.
- أشعة السونار لمتابعة نمو الجنين والتأكد من وجود النبض واستقرار الحمل.
لا يقتصر دور الطبيب على التشخيص والفحوصات، بل يمتد ليشمل توجيه الحامل نحو أسلوب حياة صحي، بداية من التغذية المتوازنة، والابتعاد عن التدخين والمنبهات، وحتى التوعية بطرق التعامل مع الأعراض الطبيعية مثل الغثيان والإرهاق.
شبكة أمان حقيقية للأم الحامل
ويؤكد المتخصصون أن المتابعة الطبية في الشهور الأولى ليست مجرد إجراء روتيني، بل تمثل شبكة أمان حقيقية تضمن للأم رحلة حمل أكثر استقرارًا، وتوفر للجنين بيئة مثالية للنمو بعيدًا عن المضاعفات والمخاطر التي قد تنشأ بسبب الإهمال.
دور الوعي الأسري والمجتمعي
لا تقتصر مسؤولية المتابعة الطبية على الأم وحدها، بل تمتد لتشمل الزوج والأسرة المحيطة بها، إذ يلعب الدعم النفسي والمعنوي دورًا محوريًا في تشجيع المرأة على الالتزام بزيارات الطبيب والفحوصات الدورية.
كما أن نشر الوعي المجتمعي بأهمية الرعاية الطبية المبكرة للحامل يساعد في تقليل نسب المضاعفات، ويعزز من ثقافة الوقاية بدلًا من العلاج.