شراكة مصر الحديثة.. مشروعات الهيدروجين الأخضر وتوطين صناعة البطاريات مع الصين والنرويج

تسعى مصر بقوة لتعزيز دورها كمركز إقليمي للطاقة الخضراء، عبر تبني مشروعات رائدة في مجالات الهيدروجين الأخضر والبطاريات. فقد استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا الرئيس التنفيذي لشركة «سكاتك» النرويجية ورئيس مجموعة «صنجرو» الصينية لمناقشة فرص تعزيز الاستثمارات في هذه المجالات الحيوية.

الهيدروجين الأخضر: مستقبل الطاقة النظيفة

يعد مشروع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أحد أهم المشروعات التي تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي لإنتاج الطاقة المستدامة. ويعتمد المشروع على الطاقة المتجددة لتوليد الهيدروجين، ما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويخفض الانبعاثات الكربونية، بما يتوافق مع الأهداف العالمية لمكافحة تغير المناخ.

 استثمارات «سكاتك» في الطاقة النظيفة

استعرض الرئيس التنفيذي لشركة سكاتك الجهود المبذولة في توفير الطاقة النظيفة والوقود الأخضر، مشيرًا إلى حجم التعاون مع الحكومة المصرية ضمن مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، والتي تقدر قيمتها الاستثمارية بنحو 3،6 مليار دولار، وتشمل:

• محطة «أوبيليسك» للطاقة الشمسية بنجع حمادي.
• مشروع إنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1 جيجاوات + 200 ميجاوات/ساعة تخزين بطاريات لصالح شركة مصر للألومنيوم.
• مشروع مصر للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
• مشروع مزرعة شدوان لإنتاج الرياح برأس شقير.
• مشروع الأمونيا الخضراء في دمياط.

توطين صناعة البطاريات: خطوة نحو الاستقلال الصناعي

في إطار التعاون مع مجموعة «صنجرو»، تسعى مصر لإنشاء مصنع لإنتاج بطاريات تخزين الطاقة بطاقة 10 جيجاوات سنويًا. يهدف المشروع إلى توطين الصناعة محليًا، مما يوفر فرص عمل ويطور قدرات التصنيع المصرية في مجال الطاقة المتجددة، ويضمن تكامل سلسلة القيمة من الإنتاج إلى الاستخدام داخل البلاد.

دور الشراكات الدولية

تعمل مصر من خلال هذه المشروعات على جذب استثمارات أجنبية مباشرة، مع تبني أفضل الخبرات العالمية في مجالات الطاقة المتجددة وتخزين البطاريات. وقد أشادت الشركات المشاركة بجهود الدولة المصرية لتسهيل الاستثمار وتقديم بنية تحتية متطورة تدعم تنفيذ المشروعات الكبرى.

أهمية المشروع واستراتيجيتها المستقبلية

يعكس هذا التعاون التزام مصر بالتحول إلى اقتصاد أخضر ومستدام، كما يعزز موقعها كمركز إقليمي لتصدير الطاقة النظيفة. ويجمع المشروع بين الابتكار التكنولوجي وتوطين الصناعة، مما يخلق نموذجًا متكاملًا يربط بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية.

يمثل الهيدروجين الأخضر وتوطين صناعة البطاريات في مصر فرصة استراتيجية لتسريع التحول للطاقة النظيفة، ورفع مستوى القدرات المحلية، وتطوير الصناعة الوطنية. هذه المشروعات ليست مجرد استثمارات، بل خطوة أساسية نحو بناء اقتصاد مستدام قادر على المنافسة عالميًا في قطاع الطاقة المتجددة.