رجل يُحقق رقمًا قياسيًا: فيروس كورونا داخل جسد مريض يتحور مثل أوميكرون على مدار عامين

منوعات

بوابة الفجر

بالنسبة لمعظم الناس، تستمر عدوى كوفيد-19 بضعة أسابيع قبل أن يتعافى الجسم. لكن في حالة نادرة، وثّق العلماء إصابة رجل استمرت لأكثر من 750 يومًا (عامين كاملين) دون أن يتخلص من الفيروس.

كان المريض مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في مرحلة متقدمة، ما جعل جهازه المناعي ضعيفًا جدًا لدرجة أنه لم يستطع مقاومة فيروس SARS-CoV-2.

كيف بقي الفيروس في الجسم؟

لم يكن المريض يتلقى العلاج المضاد لفيروس نقص المناعة البشرية.

من منتصف 2020 حتى منتصف 2022، ظل الفيروس نشطًا داخل جسده.

جمع الباحثون 8 عينات سريرية خلال هذه الفترة، وتتبعوا من خلالها كيفية تطور الفيروس بشكل مستمر.

هذا الضعف المناعي جعل جسمه بيئة مثالية لتحورات فيروسية متواصلة.

تحورات تشبه أوميكرون

على مدار عامين، اكتسب الفيروس 68 طفرة توافقية و67 طفرة فرعية.

حدثت بعض هذه التغييرات في بروتين سبايك (Spike)، وهو نفس الموقع الذي منح متغير أوميكرون قدرته على الانتشار.

تطابقت 10 طفرات مع تلك التي شوهدت لاحقًا في أوميكرون، وظهرت 9 منها في جسم المريض قبل الإعلان عن المتغير عالميًا في أواخر 2021.

هل كان خطرًا على المجتمع؟

رغم حجم التحورات، لم يجد الباحثون أي دليل على انتقال الفيروس من المريض إلى أشخاص آخرين.

بعض الطفرات كانت نادرة جدًا في قواعد البيانات العالمية.

يبدو أن الفيروس تكيف مع بيئة جسد المريض لدرجة أنه فقد قدرته على الانتشار بسهولة في المجتمع.

بمعنى آخر: كانت معركة خاصة بين فيروس متطور وجهاز مناعي ضعيف.

ماذا نتعلم من هذه الحالة؟

العدوى طويلة الأمد عند الأشخاص ضعيفي المناعة قد تُفسر كيف تنشأ متغيرات جديدة مثل أوميكرون.

أهمية علاج فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) بشكل مبكر لتقوية الجهاز المناعي.

ضرورة تلقي اللقاحات ومراقبة هذه الحالات النادرة بعناية.

هذه الحالة ليست مجرد اكتشاف علمي، بل هي قصة إنسانية تعكس هشاشة بعض المرضى وأهمية توفير الرعاية الطبية العادلة.

إن بقاء فيروس كورونا داخل جسد إنسان واحد لأكثر من عامين يُبرز خطورة الفجوات في النظام الصحي.

كما يُظهر أن حماية الأفراد الأكثر ضعفًا مسؤولية جماعية لا تقل أهمية عن التقدم الطبي.