نماذج مصرية مشرفة
أول عربى يتم إدراجه في موسوعة النزاهة القضائية الدولية.. من هو المستشار عادل ماجد ؟
رغم مرور نحو خمس سنوات على هذا الحدث التاريخي، لا يزال اسم المستشار عادل ماجد نائب رئيس محكمة النقض وأستاذ القانون الفخري بجامعة دورهام بالمملكة المتحدة يسطع كنموذج مصري مشرف في الساحة القضائية الدولية. ففي عام 2020، تمكن المستشار من أن يسجل إنجازًا غير مسبوق بكونه أول قاضٍ عربي يُدرج في أكبر موسوعة دولية متخصصة في النزاهة القضائية، ليبقى هذا الاختيار شاهدًا على مكانة القضاء المصري عالميًا، ودليلًا على أن القامات المصرية قادرة على ترك بصماتها في المحافل الكبرى مهما طال الزمن.
الحدث كما كان في 2020
في ديسمبر من عام 2020، أعلنت أكاديمية نورمبرج الدولية بألمانيا بالتعاون مع مركز سياسات وبحوث القانون الدولي ببروكسل، اختيار المستشار عادل ماجد ليكون ضمن موسوعة النزاهة القضائية في القضاء الدولي. هذا الاختيار مثّل لحظة فارقة، إذ جعل منه أول شخصية عربية يتم إدراجها في هذا المرجع الدولي المرموق، الذي يُعنى بنشر قيم الشفافية والنزاهة داخل المؤسسات القضائية الوطنية والعالمية.
وبهذا الإنجاز، لم يرفع المستشار اسم مصر فقط، بل رفع معه اسم الوطن العربي بأسره، ليؤكد أن العدالة العربية لها مكانها المستحق بين أعرق النظم القضائية في العالم.
الموسوعة الدولية وأهمية الانضمام إليها
تُعد الموسوعة الدولية للنزاهة القضائية منصة فكرية مرجعية تجمع خبرات وتجارب كبار القضاة والخبراء القانونيين على مستوى العالم. ومن أهدافها:
ترسيخ مبادئ النزاهة القضائية كأساس لقيام العدالة.
إبراز النماذج الرائدة في مختلف الدول لتكون قدوة للأجيال الجديدة.
تعزيز التعاون الدولي في مجال إصلاح أنظمة العدالة وتطويرها.
ومنذ إدراج اسم المستشار عادل ماجد فيها عام 2020، بقيت مصر حاضرة على خارطة هذا المشروع الدولي كدولة تمتلك قضاءً راسخًا وقامات مؤثرة.
بحث صنع الفارق
الاختيار لم يكن محض صدفة، بل جاء بعد أن قدّم المستشار عادل ماجد دراسة رصينة باللغة الإنجليزية بلغت نحو ستين صفحة. وقد تناول البحث عدة محاور محورية:
ثراء الشريعة الإسلامية بما تحمله من قواعد تنظم العمل القضائي بصرامة ودقة.
الشروط الصارمة لتولي منصب القضاء، وما تفرضه من التزامات علمية وأخلاقية على القاضي.
مفهوم النزاهة القضائية في ضوء الفقه الإسلامي وربطه بالمعايير الدولية الحديثة.
بهذا الطرح المتميز، تمكن المستشار من المزج بين الأصالة والمعاصرة، وقدم للعالم صورة واضحة عن عمق الفقه الإسلامي كمنظومة قضائية متكاملة.
رد على محاولات التشكيك آنذاك
في تلك الفترة، كانت بعض الجهات تحاول التشويش على صورة القضاء المصري والتقليل من نزاهته. غير أن اختيار المستشار عادل ماجد عام 2020 في موسوعة النزاهة القضائية الدولية جاء بمثابة الرد الحاسم على هذه المحاولات. فقد أثبت أن القضاة المصريين يحظون بتقدير دولي، وأن نزاهتهم ليست محل جدال، بل حقيقة يعترف بها العالم.
خمس سنوات بعد الإنجاز.. الدلالات باقية
اليوم، وبعد مرور خمس سنوات تقريبًا على هذا الحدث، يظل إدراج اسم المستشار عادل ماجد في تلك الموسوعة علامة مضيئة في تاريخ القضاء المصري. فهذا الإنجاز لم يتوقف أثره عند لحظة الإعلان، بل أصبح مصدر إلهام لجيل جديد من القضاة والشباب الذين يرون فيه قدوة في العلم والنزاهة والمثابرة.
كما أن هذا الحدث يظل شاهدًا على الدور المحوري لمصر في الساحة القضائية الدولية، وعلى أن أبناءها قادرون على تمثيلها بأفضل صورة في المحافل العالمية.
إشعاع عربي ممتد
الإنجاز الذي تحقق في 2020 لا يخص مصر وحدها، بل امتد أثره ليعطي دفعة قوية للحضور العربي في المؤسسات الدولية. فاختيار قاضٍ عربي لأول مرة في هذا المرجع العالمي، فتح الباب أمام المزيد من الكفاءات العربية للمشاركة وإبراز خبراتها على الساحة العالمية.
إنجاز يتحدى الزمن
بعد مرور نصف عقد من الزمن، يبقى إدراج اسم المستشار عادل ماجد في موسوعة النزاهة القضائية الدولية إنجازًا خالدًا لا يتقادم. فهو لم يكن مجرد تكريم شخصي، بل شهادة عالمية على نزاهة القضاء المصري، ورسالة واضحة بأن العدالة في مصر راسخة بأصولها، وقادرة على منافسة أرفع النظم القضائية في العالم.
إن هذا الحدث الذي وقع عام 2020 سيظل علامة فارقة في سجل الإنجازات المصرية، ووسام شرف على صدر كل قاضٍ مصري، ودليلًا على أن النزاهة والعدالة قيم لا يبهت بريقها مهما مرّت السنوات.
