عقب تصريحات ترامب.. الصحة العالمية: لا دليل علمي يربط بين التوحد واستخدام الباراسيتامول

أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان رسمي صدر اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025، أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل علمي قاطع يثبت وجود علاقة بين إصابة الأطفال باضطراب طيف التوحد واستخدام الأمهات للباراسيتامول (الأسيتامينوفين) خلال فترة الحمل.
وأشارت المنظمة إلى أن الدراسات التي أجريت على مدار العقد الماضي لم تتوصل إلى نتائج متسقة أو حاسمة بشأن هذا الأمر.
إحصاءات حول اضطراب طيف التوحد
أوضحت المنظمة أن عدد المصابين باضطراب طيف التوحد حول العالم يبلغ نحو 62 مليون شخص، أي ما يعادل حالة واحدة بين كل 127 شخصًا.
وعلى الرغم من زيادة الوعي والتشخيص خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الأسباب الدقيقة للتوحد لا تزال غير معروفة، ويرجح الخبراء أن تكون ناجمة عن مجموعة عوامل متشابكة تشمل الوراثة والبيئة.
التوصيات الطبية للنساء الحوامل
وشددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة أن تلتزم النساء الحوامل دائمًا بتعليمات الأطباء قبل تناول أي دواء، لافتة إلى أهمية الحذر خلال فترة الحمل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى.
وأكدت أن التقييم الفردي لكل حالة هو الوسيلة الأكثر أمانًا لتحديد ما إذا كان استخدام الباراسيتامول أو أي دواء آخر ضروريًا.
اللقاحات لا تسبب التوحد
أعادت المنظمة التأكيد على أن هناك قاعدة علمية قوية تثبت أن لقاحات الأطفال لا تسبب التوحد، مشيرة إلى أن الدراسات التي أثارت هذه الشبهة في الماضي كانت معيبة وفقدت مصداقيتها.
كما أكدت أن خبراء مستقلين راجعوا الأدلة منذ عام 1999، وتوصلوا إلى أن اللقاحات، بما في ذلك تلك التي تحتوي على الألومنيوم أو الثيومرسال، لا علاقة لها باضطرابات النمو العصبي.
أهمية جداول التطعيم
أوضحت منظمة الصحة العالمية أن جداول التطعيم للأطفال تمثل خط الدفاع الأساسي ضد أكثر من 30 مرضًا معديًا، وقد أسهمت في إنقاذ حياة ما لا يقل عن 154 مليون شخص خلال الخمسين عامًا الماضية.
وأكدت أن أي تأخير أو تعديل في هذه الجداول دون أدلة علمية يعرّض صحة الأطفال والمجتمع لخطر كبير، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا مثل حديثي الولادة وأصحاب المناعة الضعيفة.
التوحد على جدول أعمال الأمم المتحدة
أشارت المنظمة إلى أن قضايا التوحد واضطرابات النمو العصبي ستكون محور نقاش رئيسي خلال الاجتماع الرابع رفيع المستوى للأمم المتحدة حول الأمراض غير المعدية والصحة النفسية، والمقرر انعقاده يوم الخميس 25 سبتمبر.
وسيبحث الاجتماع سبل دعم المصابين وأسرهم، إلى جانب تعزيز الأبحاث لفهم أسباب التوحد وطرق التعامل معه بشكل أفضل.
التزام المنظمة تجاه المصابين بالتوحد
أكدت منظمة الصحة العالمية أنها تعمل بالتعاون مع شركائها، بما في ذلك منظمات يقودها أشخاص من ذوي التوحد، لتوفير مجتمع أكثر إنصافًا ودعمًا قائمًا على الأدلة العلمية، بعيدًا عن الوصمة والتمييز.
وشددت على أهمية توفير الرعاية والدعم المناسبين للأسر، بما يضمن حياة كريمة للمصابين بالتوحد في جميع أنحاء العالم.