بعد إثارة أزمة استبعاده
يوسف خلف.. طالب المهق يتسلم عمله معيدًا بجامعة سوهاج ويثبت تفوقه

في خطوة تعكس حرص جامعة سوهاج على تكافؤ الفرص والعدالة الأكاديمية، أعلن الدكتور حسان النعماني، رئيس الجامعة، الأربعاء، أن الطالب المتفوق يوسف خلف فتح الباب قد تسلم عمله رسميًا كمعيد بكلية الآداب، بعد الانتهاء من الإجراءات الطبية المطلوبة واستيفاء كافة الشروط القانونية والأكاديمية.
وكان يوسف قد واجه أزمة كبيرة عقب استبعاده من التعيين على الرغم من كونه الأول على دفعته بقسم التاريخ والحضارة، بسبب ضعف بصري شديد ناتج عن إصابته بمرض المهق (الألبينو)، ما أدى إلى رفض أولي من لجنة القومسيون الطبي لإتمام التعيين.
مسيرة يوسف وإنجازاته الأكاديمية
يوسف خلف لم يكن مجرد طالب عادي، بل كان نموذجًا للتفوق والاجتهاد، فقد تصدر دفعته طوال سنوات الدراسة الجامعية، وأثبت قدراته الأكاديمية العالية في قسم التاريخ والحضارة بكلية الآداب.
وفي حديثه على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف يوسف ما مر به بأنه "رحلة صبر وجهد"، مشيرًا إلى أنه بعد صدور قرار التعيين كان متحمسًا للانضمام إلى زملائه المعيدين، إلا أن تقرير طبي أولي حول ضعف إبصاره أعاد الأمور إلى الوراء مؤقتًا، ما أثار موجة من التعاطف والدعم على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال يوسف: "أي استثناء يحتاجه إنسان اجتهد وتفوق وكان الأول على دفعته طوال سنوات الدراسة. أعد بأن أبذل قصارى جهدي لتحقيق حلمي واستكمال مسيرتي التعليمية والأكاديمية".

تدخل الجامعة والعدالة الأكاديمية
تدخل الدكتور حسان النعماني شخصيًا لإجراء الفحوصات الطبية الخاصة بالطالب يوسف، لضمان نزاهة الإجراءات وإعطاء الطالب فرصة عادلة لتسلم مهام عمله. وأكد رئيس الجامعة أن التمييز أو الإقصاء لأي طالب متميز لا يتوافق مع مبادئ الجامعة ورسالتها الأكاديمية.
وأضاف النعماني أن الجامعة حرصت على مرافقته خلال كافة الفحوصات الطبية، مع إعادة تقييم التقرير الطبي الأولي الذي اعتبر يوسف "غير لائق"، لضمان العدالة وعدم الوقوع في الروتينية الإدارية التي قد تضر بالطالب نفسيًا أو تؤخر انضمامه للعمل.
دور وزارة الصحة والتعليم العالي
تفاعلت وزارة الصحة المصرية مع قضية يوسف بعد انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وجه وزير الصحة بإعادة تقييم الحالة الصحية للطالب بعناية فائقة، مع مراعاة طبيعة المهام الأكاديمية لوظيفة المعيد.
وأكدت اللجنة الطبية الجديدة بعد دراسة شاملة أن حالة يوسف الصحية لا تمنعه من أداء واجباته الأكاديمية، وأن قدراته البصرية كافية لتلبية متطلبات العمل كمعيد بكلية الآداب.
وفي خطوة رسمية، تم إصدار شهادة تؤكد أن يوسف خلف لائق طبيًا لتولي منصب معيد بقسم التاريخ، ما أنهى الأزمة بشكل نهائي.

تهاني ودعم رسمي
عقب إتمام الإجراءات، استقبل رئيس الجامعة يوسف في مكتبه مهنئًا إياه على تولي مهامه، مؤكدًا دعم الجامعة الكامل له لإثبات كفاءته وتميزه العلمي. كما شكر الدكتور النعماني وزير الصحة ووزير التعليم العالي على سرعة الاستجابة والتعاون لإنهاء الأزمة.
من جانبه، أعرب يوسف عن امتنانه الكبير للجامعة وللقيادة الأكاديمية، مؤكدًا عزمه على بذل كل جهده لتحقيق حلمه وتحقيق تطلعات أسرته في نجاحه الأكاديمي والمهني.
معاناة أصحاب مرض المهق
وتبرز قصة يوسف خلف أهمية دعم الأشخاص المصابين بمرض المهق، الذين يواجهون صعوبات متعددة تتعلق بالقدرات البصرية وتأثيرها على حياتهم الأكاديمية والمهنية. ومع ذلك، يثبت يوسف أن الإرادة والاجتهاد يمكن أن تتجاوز أي عقبة، ما يعكس أن المجتمع والمؤسسات التعليمية بحاجة إلى توفير فرص عادلة ومساندة لذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان تمتعهم بحقوقهم الأكاديمية والمهنية دون تمييز.