الشخصيات السامة.. وجوه مألوفة تحمل تأثيرًا خفيًا
الشخصيات السامة.. وجوه مألوفة تحمل تأثيرًا خفيًا

في حياتنا اليومية، نلتقي بالكثير من الوجوه: زملاء عمل، أصدقاء دراسة، وحتى بعض أفراد الأسرة. غير أن هناك فئة من الأشخاص يتركون أثرًا لا يُرى بالعين، لكنه ينعكس على مشاعرنا ونفسياتنا وربما صحتنا الجسدية.
هؤلاء هم ما يُعرف بـ "الشخصيات السامة"، الذين يحوّلون وجودهم إلى مصدر ضغط واستنزاف للآخرين.
ما المقصود بالشخصية السامة؟
الشخصية السامة ليست مجرد شخص صعب التعامل، بل هي نمط متكرر من السلوك يؤثر سلبًا على المحيطين به.
يتمثل ذلك في النقد المستمر، التلاعب العاطفي، حب السيطرة، أو نشر السلبية بشكل دائم.
ويشير خبراء علم النفس إلى أن التعامل المطوّل مع هذه الشخصيات قد يؤدي إلى اضطرابات في المزاج، وانخفاض الثقة بالنفس، بل وحتى أعراض جسدية مثل الأرق والصداع.

أنواع الشخصيات السامة
تتنوع أنماط هذه الشخصيات، ومن أبرزها:
- النرجسي: يسعى دائمًا لتلميع صورته على حساب الآخرين.
- المتلاعب: يستخدم مشاعر الذنب والخوف لفرض سيطرته.
- المنتقد: يركز على السلبيات ويغفل الإيجابيات.
- الدرامي: يفتعل الأزمات ويضخم المواقف الصغيرة.
- الغيور: يرفض الاعتراف بنجاح الآخرين ويحاول التقليل منه.
- الضحية: يعيش دور المظلوم ليتهرب من المسؤولية.
- المسيطر: يفرض قراراته ويصادر حرية الآخرين.
- المتشائم: لا يرى سوى الجانب المظلم، وينشر الطاقة السلبية.
التأثير على المحيطين
وجود هذه الشخصيات في محيط العمل أو العائلة يترك سلسلة من الآثار:
- نفسيًا: شعور بالارتباك والتشكيك في الذات.
- عاطفيًا: إحباط متكرر وفقدان الحماس.
- جسديًا: إرهاق مستمر ومشكلات صحية متعلقة بالتوتر.
كيف نواجه السلوك السام؟
التعامل مع هذه الشخصيات لا يتطلب صدامًا مباشرًا دائمًا، بل يحتاج إلى وعي وهدوء.
إليكم بعض الخطوات:
- تحديد الحدود: كن واضحًا فيما تقبله وما ترفضه.
- التقليل من الانخراط: لا تمنح وقتك وطاقتك بسهولة.
- الردود القصيرة والحاسمة: تجنب المبررات الطويلة.
- البحث عن الدعم: من أصدقاء إيجابيين أو مختصين نفسيين.
- الانسحاب الذكي: إذا استحال التغيير، قد يكون الحل تقليل العلاقة أو إنهاؤها.
بين الإيجابية الصحية والإيجابية السامة
من المثير أن بعض الأشخاص الذين يظهرون بتفاؤل مفرط قد يتحولون هم أنفسهم إلى شخصيات سامة. فـ "الإيجابية السامة" تعني إنكار المشاعر السلبية وفرض التفاؤل القسري على الآخرين، ما يزيد من شعورهم بالعزلة والذنب بدلًا من التخفيف عنهم.
هل الشخصيات السامة أعداء واضحة؟
الشخصيات السامة ليست دائمًا أعداء واضحين، بل قد يكونون مقربين يختبئون خلف قناع الود أو النصيحة.
لذلك، فإن إدراك أن حماية النفس من هذه التأثيرات حق مشروع، يمثل الخطوة الأولى نحو حياة أكثر توازنًا وصحة نفسية مستقرة.