القاهرة وقف الحرب أولوية.. آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة

تقارير وحوارات

قطاع غزة - الفجر
قطاع غزة - الفجر

 


تشهد الجهود الدبلوماسية الهادفة لإنهاء الحرب المدمرة في قطاع غزة تطورًا متسارعًا، مع بروز مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي حظيت بترحيب واسع من عواصم العالم، وسط ترقب لموقف حركة حماس التي تدرس المقترح رسميًا بعد تسلمه عبر وسطاء من قطر ومصر.

 


ترحيب فلسطيني رسمي بخطة ترامب

رحبت دولة فلسطين، في بيان رسمي، بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "الصادقة والحثيثة لإنهاء الحرب على غزة"، مؤكدة ثقتها بقدرته على إيجاد طريق نحو السلام.
وجددت القيادة الفلسطينية التزامها بالعمل مع الولايات المتحدة ودول المنطقة للوصول إلى اتفاق شامل يضمن وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى والرهائن، ومنع تهجير الفلسطينيين أو ضم الأراضي، مع إعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، تمهيدًا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أساس حل الدولتين.

كما أكدت فلسطين التزامها بتنفيذ إصلاحات داخلية شاملة، تشمل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال عام واحد من انتهاء الحرب، وتوحيد الأجهزة الأمنية تحت قيادة شرعية واحدة، وتطوير المناهج التعليمية وفق معايير اليونسكو.


حماس تدرس المقترح الأمريكي

أفادت وكالة "رويترز" بأن رئيس وزراء قطر وكبير المخابرات المصرية سلّما وفد حركة حماس في الدوحة نسخة من خطة ترامب لإنهاء الحرب. وأكدت مصادر فلسطينية لـ "سكاي نيوز عربية" أن الحركة تدرس المقترح بحسن نية، رغم وجود تحفظات داخلية عليه، مشيرة إلى أن بعض قادة الحركة وصفوه بأنه "إعلان هزيمة"، إلا أن الاتجاه العام داخل حماس يميل إلى القبول، وفق تقرير لشبكة "CBS News" الأمريكية.

كما كشف مصدر مقرب من حماس أن الحركة "أقرب للموافقة على خطة ترامب"، في حين تعقد قطر اليوم اجتماعًا موسعًا بمشاركة تركيا ووفد من حماس للتشاور حول تفاصيل المقترح الأمريكي.

 

مواقف دولية داعمة للمبادرة

رحبت عواصم أوروبية بارزة بالخطة الأمريكية، حيث أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي مستعد للمساهمة في تنفيذ الخطة، مشددة على أن "حل الدولتين يظل السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم".
كما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس دعم بلاده للمبادرة الأمريكية، مؤكدًا استعداد ألمانيا "لتقديم مساهمة ملموسة لتنفيذها".

وفي السياق ذاته، رحب رئيس وزراء السويد بخطة ترامب، معتبرًا أنها "فرصة حقيقية لإنهاء المعاناة الفظيعة في غزة"، بينما أكد الكرملين عبر وكالة "فرانس برس" تأييده للمبادرة، معربًا عن أمله في أن "تحقق السلام في المنطقة".

 


نتنياهو: لن نقبل بدولة فلسطينية

وفي المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لم يوافق على إقامة دولة فلسطينية ضمن الخطة، مؤكدًا أن "الجيش الإسرائيلي سيبقى في معظم مناطق غزة"، وأن إسرائيل ستواصل عمليتها العسكرية إذا رفضت حماس المقترح الأمريكي.

وقال نتنياهو في تصريح مصور: "إذا بدت حماس كأنها توافق ثم تفعل كل شيء لرفض الاتفاق، فإن إسرائيل ستقوم بكل شيء بنفسها، بالطريقة السهلة أو الصعبة"، مشيرًا إلى أن بلاده تفضل "الطريقة السهلة".

 

موقف القاهرة: وقف الحرب أولوية

من جانبه، أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، أن القاهرة "تتطلع لسرعة وقف الحرب على قطاع غزة وخفض التصعيد"، مشددًا على ضرورة "نفاذ المساعدات الإنسانية بكميات تتناسب مع الكارثة التي يعيشها القطاع"، مع التأكيد على "انسحاب القوات الإسرائيلية ومنع أي تهجير للشعب الفلسطيني من أرضه".

 


ضحايا القصف الإسرائيلي

في المقابل، تواصلت الغارات الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة، حيث أعلنت مصادر طبية عن استشهاد أكثر من 50 فلسطينيًا منذ فجر اليوم، بينهم 17 من طالبي المساعدات الإنسانية وسط القطاع، في وقت يعيش فيه آلاف النازحين أوضاعًا مأساوية في ظل نقص المياه والخدمات الصحية، حسب المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".


في النهاية، تفتح خطة ترامب بابًا جديدًا للأمل في إنهاء واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ غزة، وسط تأييد دولي متزايد وضغوط على الأطراف كافة لاغتنام الفرصة. وبينما تترقب الأنظار قرار حركة حماس، يبقى السؤال الأبرز: هل تكون هذه الخطة بداية لسلام حقيقي أم مجرد محطة جديدة في طريق الصراع الطويل؟