حركهم سلمي وإنساني
يعد الاستيلاء إسرائيل على قارب جديد لهم.. ماذا تعرف عن أسطول الصمود المتجه إلى غزة؟

اعترضت البحرية الإسرائيلية، فجر اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025، قاربًا جديدًا من أسطول الصمود العالمي (GSF) كان في طريقه إلى غزة، في محاولة رمزية لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع منذ عام 2007. وقامت القوات الإسرائيلية باقتياد القارب إلى ميناء أسدود واعتقال النشطاء الدوليين والحقوقيين الذين كانوا على متنه.
ويضم أسطول الصمود العالمي، الذي أُطلق في منتصف 2025 بمبادرة تونسية ودولية يقودها المجتمع المدني، أكثر من 50 سفينة بمشاركة آلاف النشطاء من 44 دولة، ضمن تحالفات تضامنية أبرزها "أسطول الحرية"، "المسيرة العالمية إلى غزة"، و"قافلة الصمود المغاربية". ويهدف الأسطول إلى كسر الحصار البحري، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، وفتح ممر بحري آمن، فضلًا عن فضح الصمت الدولي تجاه معاناة الفلسطينيين.
منظمون للأسطول أكدوا أن تحركهم سلمي وإنساني، محملين بالمواد الغذائية والدوائية وحليب الأطفال، إلى جانب وفود حقوقية وإعلامية، لافتين إلى أن اعتراض السفن في المياه الدولية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وقد شهدت مسيرة الأسطول منذ انطلاقه من موانئ جنوة وبرشلونة وتونس في أغسطس وسبتمبر 2025 سلسلة من التحديات، أبرزها الأعطال الفنية والعواصف، فضلًا عن اعتداءات بالطائرات المسيرة وعمليات اعتراض متكررة من قبل البحرية الإسرائيلية. ومع ذلك، واصل النشطاء رحلتهم، فيما عبّرت دول ومنظمات حقوقية عن قلقها من التصعيد، بينما دعت أطراف أوروبية إلى فتح ممرات بديلة لإدخال المساعدات.
يُذكر أن محاولات كسر الحصار ليست جديدة، فقد جرت نحو 37 محاولة منذ عام 2008، نجحت بعض السفن في الوصول خلالها إلى شواطئ غزة، لكن معظمها تعرض للاعتراض. وكان آخرها سفينتا "مادلين" و"حنظلة" في يونيو ويوليو 2025.
وفي الوقت الذي شدد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن "سفن أسطول الصمود لن تصل إلى غزة تحت أي ظرف"، أعلن منظمو القوافل أنهم لن يتراجعوا عن محاولاتهم حتى رفع الحصار بشكل كامل.
وبينما يقترب الأسطول الآن من "المنطقة الحمراء" التي عادة ما يتم فيها الاعتراض العسكري الإسرائيلي، تتزايد المخاوف من مواجهة مباشرة قد تؤدي إلى تصعيد جديد في البحر المتوسط، وسط استمرار الدعوات الدولية لإيجاد حل إنساني عاجل يضع حدًا لمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.