“عين شمس تضيء حياة ذوي الهمم بمجمع خدمات الإعاقة الشامل”

حين تتحول الوعود إلى واقع ملموس، وحين تترجم الشعارات إلى خدمات حقيقية، يكون الحديث عن مجمع خدمات الإعاقة الشامل بعين شمس؛ أحد النماذج الإنسانية التي تجسد اهتمام الدولة بذوي الهمم، وتؤكد أن الرعاية لم تعد مجرد شعارات، بل مسار عمل منظم ومستمر.
بنية متكاملة تخدم كل الفئات
المجمع أشبه بمدينة صغيرة مخصصة لأطفالنا من ذوي الإعاقة، حيث يتوزع إلى مراكز متعددة: لعلاج وتأهيل أطفال التوحد، وأخرى مخصصة لحالات الشلل الدماغي، بالإضافة إلى أقسام للإعاقات البسيطة والمتوسطة.
التقسيم الدقيق يعكس وعيًا باختلاف احتياجات كل حالة، وحرصًا على أن يتلقى كل طفل ما يناسبه من رعاية وتأهيل.
ملاعب خضراء وألوان مبهجة
ما إن تخطو داخل الساحة الرئيسية، حتى يلفت انتباهك المشهد الذي يجمع بين الجمال والإنسانية: ملاعب خضراء صُممت خصيصًا للأطفال لممارسة الرياضة، ومساحات مخصصة للعب مزينة برسوم كرتونية وألعاب آمنة تبعث البهجة في نفوس الصغار.
هنا اللعب ليس ترفيهًا فقط، بل وسيلة علاجية تهدف إلى تنمية القدرات الحركية والاجتماعية للأطفال.
نظافة وتنظيم.. تفاصيل لا تغيب عن العين
كل غرفة في المجمع تعكس قدرًا عاليًا من الاهتمام؛ جدران نظيفة، قاعات منظمة، وأثاث بسيط لكنه عملي. لا شيء يترك للصدفة. التفاصيل الصغيرة تؤكد أن المكان مهيأ ليكون بيئة آمنة وصحية تليق بالأطفال وأسرهم.
وجبات غذائية مدروسة
لا يقتصر الأمر على العلاج والتأهيل فقط، فالمجمع يوفر وجبات غذائية متكاملة للمستفيدين، بالتعاون مع بنك الطعام المصري، لتصبح التغذية جزءًا من منظومة الرعاية الشاملة. وهو ما يبعث الطمأنينة لدى الأسر بأن أبناءهم يتلقون دعمًا صحيًا متكاملًا.
رعاية طبية متخصصة
خصص المجمع غرفًا للعلاج الطبيعي، مزودة بالأجهزة اللازمة للتعامل مع كل حالة على حدة، أطباء وأخصائيون يعملون بدقة وصبر، ليضمنوا أن كل طفل يتلقى الخدمة المناسبة لحالته الصحية.
تعليم وتأهيل.. خطوة نحو المستقبل
غرف أخرى مخصصة لتعليم ذوي الإعاقة المهارات الأساسية، بإشراف أخصائيين اجتماعيين مدربين. الهدف ليس فقط العلاج، بل بناء استقلالية الطفل وتطوير قدراته إلى أقصى مدى ممكن.
ولأن الدمج في المجتمع وسوق العمل يمثل أولوية، فقد تم تخصيص مكتب لاستخراج شهادات التأهيل اللازمة لتعيين نسبة الـ5% المقررة بالقانون في جهات العمل، في خطوة عملية لتمكين هذه الفئة.
والتضامن الاجتماعي.. من التخطيط إلي التنفيذ على أرض الواقع
المجمع في عين شمس يعكس كيف تحولت سياسات الوزارة إلى خدمات متكاملة يعيشها ذوو الإعاقة يوميًا، بدءًا من الرعاية الصحية والتعليمية وحتى التمكين الاقتصادي والمهني.
رؤية شاملة تقودها “وزارة الإنسانية”
ليست مجرد وزارة تقدم خدمات، بل مؤسسة تعمل على بناء منظومة حياة متكاملة لذوي الهمم، تحت إشراف ومتابعة دقيقة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه بكرامة وجودة.
في نهاية الجولة، لم يكن مجمع عين شمس مجرد مبنى يضم قاعات وخدمات، بل روح حقيقية تحتضن أطفالنا من ذوي الهمم وأسرهم. هنا تتحول التحديات إلى فرص، والآمال إلى خطوات ملموسة نحو المستقبل. ومع كل ابتسامة طفل يتعلم مهارة جديدة، أو أب يلمس تغييرًا في سلوك ابنه، يتأكد أن الاستثمار في الإنسان هو أعظم إنجاز.
إنه نموذج يستحق أن يُعمم، ورسالة واضحة بأن الوطن لا يترك أبناءه خلفه، بل يفتح لهم أبواب الأمل والكرامة.







