تقلبات الخريف تُربك الجسم.. كيف تؤثر تغيرات الطقس على صحتنا العامة ومزاجنا؟
تقلبات الخريف تُربك الجسم.. كيف تؤثر تغيرات الطقس على صحتنا العامة ومزاجنا؟

مع بداية فصل الخريف يودّع الناس حرارة الصيف المرتفعة ليستقبلوا نسيمًا باردًا وأجواء مائلة للاعتدال إلا أن هذا التحول المفاجئ في المناخ لا يمرّ بسلام على الجميع.
فالتقلبات الجوية بين حرارة النهار وبرودة الليل تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان الجسدية والنفسية مسببة موجة من الإرهاق والاضطرابات التي يُطلق عليها الأطباء “أعراض الانتقال الموسمي”.
الخريف فصل التحولات الصحية والمناخية
يُعد الخريف أحد أكثر الفصول التي تشهد تغيرات حادة في درجات الحرارة والرطوبة، ما يجعله بيئة مثالية لانتشار الفيروسات والحساسية.
لكن التأثير لا يقتصر على الأمراض فقط، فالكثيرون يشعرون بالخمول، تقلب المزاج، واضطرابات النوم مع دخول هذا الفصل، وهو ما يصفه الأطباء بأنه نتيجة مباشرة لاختلاف الإضاءة ومدة التعرض لأشعة الشمس.
توضح الدراسات أن انخفاض ساعات النهار يقلل إفراز هرمون السيروتونين المسؤول عن الشعور بالسعادة، مما يؤدي لدى البعض إلى حالة من الكسل أو الحزن الخفيف المعروف باسم “اكتئاب الخريف”.

التأثيرات الصحية لتقلبات فصل الخريف
ضعف الجهاز المناعي:
التغير المفاجئ في درجات الحرارة يجهد الجسم في عملية التكيف، ما يؤدي إلى انخفاض كفاءة الجهاز المناعي وزيادة قابلية الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد.
مشكلات في الجهاز التنفسي:
زيادة الغبار وحبوب اللقاح تثير الحساسية لدى البعض، وتسبب التهابات في الأنف والصدر، خصوصًا لمرضى الربو والحساسية الموسمية.
آلام المفاصل والعظام:
انخفاض درجات الحرارة تدريجيًا يؤدي إلى انقباض العضلات والمفاصل، مما يجعل الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل يشعرون بزيادة في الألم والتيبّس.
مشكلات الجلد والجفاف:
يقل معدل الرطوبة في الجو خلال الخريف، فيفقد الجلد ترطيبه الطبيعي، ما يؤدي إلى الجفاف والتشققات خاصة في اليدين والشفاه.
اضطرابات النوم:
التغير في الإضاءة ودرجة الحرارة قد يؤدي إلى خلل في الساعة البيولوجية للجسم، فيجد البعض صعوبة في النوم العميق أو الاستيقاظ المبكر.
التأثير النفسي للخريف بين الحزن والهدوء
على الصعيد النفسي يُعتبر الخريف فصل التأمل والانطواء لدى البعض، إذ تؤدي قلة الإضاءة الطبيعية وانخفاض درجات الحرارة إلى تراجع الطاقة العامة للجسم.
ويحذر أطباء النفس من تجاهل هذه الحالة، مشيرين إلى أن ما يُعرف بـ“اكتئاب الخريف” يمكن التغلب عليه بممارسة الرياضة الخفيفة، والمشي في ضوء النهار، والحفاظ على تواصل اجتماعي صحي.
كما أن تناول أطعمة غنية بالأوميغا 3 والمغنيسيوم، مثل المكسرات والأسماك، يساهم في تحسين المزاج والحد من القلق الموسمي.
نصائح الأطباء للتعامل مع تغيرات فصل الخريف
- الاهتمام بالتغذية المتوازنة: الإكثار من الفواكه الحمضية والخضروات الورقية لتعزيز المناعة.
- ارتداء ملابس مناسبة للتقلبات: يُفضل ارتداء طبقات خفيفة يمكن تعديلها بسهولة حسب تغير الطقس.
- المواظبة على شرب الماء: رغم انخفاض الحرارة، يحتاج الجسم إلى الترطيب الدائم لتجنب الجفاف.
- ممارسة الرياضة الخفيفة يوميًا: كالمشي أو اليوغا لتحسين الدورة الدموية والمزاج.
- الحرص على التعرض لأشعة الشمس: ولو لفترات قصيرة يوميًا لتحفيز إنتاج فيتامين "د" والسيروتونين.
الخريف ليس مجرد فصل تتساقط فيه الأوراق، بل مرحلة دقيقة تحتاج من الإنسان بعض الوعي والاهتمام بصحته الجسدية والنفسية.
وبين نسماته الهادئة وتقلباته المفاجئة، يكمن سرّ التوازن الذي يجعل من هذا الفصل فرصة لتجديد الطاقة والاهتمام بالذات، بدلًا من أن يتحول إلى موسم للأمراض والاضطرابات.