الزيوت العطرية والذاكرة: كيف تؤثر الروائح على صحة الدماغ؟

منوعات

الزيوت العطرية: هل
الزيوت العطرية: هل تساعد حقًا على تقوية الذاكرة؟

استخدام الزيوت العطرية عبر التاريخ

استُخدمت الزيوت العطرية منذ آلاف السنين لأغراض تجميلية وطبية، حيث استعمل المصريون القدماء الزيوت النباتية منذ نحو 4500 عام، كما سجل الطب الصيني والهندي التقليدي استخداماتها بين عامي 3000 و2000 قبل الميلاد. وقد لاحظ الفلاسفة القدامى مثل أرسطو العلاقة بين حاسة الشم والذاكرة، وهو ارتباط يستمر الحديث عنه حتى اليوم.


 دراسة حديثة عن الزيوت والذاكرة

أظهرت دراسة يابانية حديثة مشاركة فيها 50 امرأة، أن وضع زيت الورد العطري على الملابس يوميًا لمدة شهر، أدى إلى زيادة حجم المادة الرمادية في منطقة القشرة الحزامية الخلفية للدماغ، المسؤولة عن ربط الروائح بالذاكرة. ومع ذلك، لم تسجل تغييرات في اللوزة الدماغية (الأميغدالا) المسؤولة عن استشعار الروائح.


 رأي الخبراء

البروفيسورة زينة الشمالي، أخصائية الأعصاب السلوكية، تؤكد أن تأثير الزيوت العطرية على مرضى الزهايمر والخرف لا يزال محل جدل، وأن الدراسات الحالية ليست واسعة أو دقيقة بما يكفي للبت علميًا بفوائدها المباشرة. لكنها تشير إلى أن استنشاق الروائح المفضلة يقلل التوتر ويعزز صحة الدماغ بشكل غير مباشر.


 الراحة النفسية والذاكرة

توضح الشمالي أن حاسة الشم مرتبطة مباشرة بالجهاز الحوفي في الدماغ، مما يجعل الروائح محفزًا للذكريات. لذلك، استنشاق الزيوت العطرية التي يحبها الشخص قد يحاكي تأثير التأمل أو الحمام الساخن على الدماغ، فيزيد من التركيز ويخفض التوتر ويعزز القدرة على حل المشكلات.


الخلاصة: الزيوت العطرية ليست علاجًا مباشرًا

بينما يمكن للزيوت العطرية أن تحسن الحالة المزاجية وتساعد في الوقاية غير المباشرة من فقدان الذاكرة، يظل العلاج الدوائي ضروريًا للمرضى. الحفاظ على نمط حياة صحي، وممارسة الرياضة، والنوم الجيد، وتقليل التوتر، جميعها عوامل أساسية لحماية الدماغ والذاكرة على المدى الطويل.
 

أبحاث مستقبلية واعدة

رغم محدودية الدراسات الحالية، هناك اهتمام متزايد بإجراء أبحاث أوسع نطاقًا لدراسة تأثير الزيوت العطرية على الدماغ، خصوصًا لدى كبار السن ومرضى الأمراض التنكسية مثل الزهايمر والباركنسون. يهدف العلماء إلى تحديد أي الزيوت وأكثر الطرق فاعلية للاستنشاق أو الاستخدام الموضعي، للوصول إلى نتائج قابلة للتطبيق سريريًا مستقبلًا.


 الجانب النفسي للروائح

تشير الدراسات إلى أن الروائح المفضلة قد تحفّز مشاعر الراحة والطمأنينة لدى الفرد، وهو ما يساهم في تحسين التركيز والذاكرة بشكل غير مباشر. فالدماغ في حالة هدوء يكون أكثر قدرة على معالجة المعلومات وتخزينها، ما يجعل الزيوت العطرية أداة مساعدة لتعزيز الأداء العقلي والصحة النفسية، إلى جانب نمط الحياة الصحي والتمارين العقلية.