التخلص من إدمان الدوبامين.. خطوة ضرورية لاستعادة التركيز والهدوء النفسي

الفجر الطبي

بوابة الفجر

يُعد الدوبامين المادة الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالسعادة والتحفيز في الدماغ، وهو المحرك الأساسي وراء الأفعال المرتبطة بالمكافأة والمتعة، مثل تلقي الإعجابات على وسائل التواصل الاجتماعي أو تناول الحلوى المفضلة.

لكن الإفراط في الأنشطة التي تُحفز إفراز الدوبامين بشكل مستمر قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ إدمان الدوبامين، وهو أحد أسباب التشتت وقلة التركيز في العصر الرقمي، وفقًا لتقرير نشره موقع "Only My Health".

كيف يؤدي التحفيز الرقمي إلى إدمان الدوبامين؟

توضح الأبحاث أن الانشغال الدائم بالتنبيهات، والتصفح اللامتناهي لمواقع التواصل، ومشاهدة المسلسلات أو الألعاب الإلكترونية، يُطلق دفعات متكررة من الدوبامين في الدماغ، مما يُعلّمه البحث المستمر عن الإشباع الفوري بدلًا من المتعة العميقة أو الإنجاز طويل المدى.

رأي علم النفس في إدمان الدوبامين

تقول الأخصائية النفسية ديفيا ريدي إن التعرض المستمر للمتعة السريعة من خلال وسائل التواصل أو الطعام أو الفيديوهات يجعل الدماغ يعتمد على هذه الجرعات السريعة من الدوبامين، مما يُضعف بمرور الوقت القدرة على الاستمتاع بالأنشطة البسيطة مثل القراءة أو التأمل أو قضاء الوقت في الطبيعة.

وتضيف: "التخلص من إدمان الدوبامين لا يعني التخلص من الدوبامين نفسه، بل يعني أخذ استراحة واعية من التحفيز الزائد لإعادة ضبط نظام المكافأة في الدماغ".

ما هو التخلص من إدمان الدوبامين؟

يُشير المصطلح إلى فترة من الامتناع المؤقت والمتعمد عن الأنشطة التي تمنح إشباعًا لحظيًا، وتشمل:

تصفح وسائل التواصل الاجتماعي

التسوق عبر الإنترنت

تناول الوجبات السريعة

مشاهدة مقاطع الفيديو باستمرار

الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة أو التحدث المفرط

وتهدف هذه الممارسة إلى استعادة الوعي بالعادات اليومية، وإعادة توجيه التركيز نحو الأنشطة التي تُحقق الرضا الحقيقي طويل الأمد.

فوائد التخلص من إدمان الدوبامين

1. تحسين التركيز والإنتاجية

يساعد التوقف عن التحفيز الرقمي الزائد في تحرير العقل من المشتتات، مما يعزز التركيز والقدرة على إنجاز المهام المهمة بفعالية أكبر.

2. تعزيز التحكم في المشاعر

يساهم التخلص من إدمان الدوبامين في استعادة التوازن العاطفي والتقليل من العصبية أو تقلبات المزاج الناتجة عن التحفيز الزائد.

3. تحسين جودة النوم والراحة الذهنية

عندما يقل الاعتماد على الشاشات والمنبهات الرقمية، يتحسن نمط النوم ويزداد الإحساس بالهدوء والصفاء الذهني.

كيف تبدأ التخلص من إدمان الدوبامين؟

ينصح خبراء علم النفس ببدء التجربة تدريجيًا عبر:

تخصيص ساعات خالية من الهاتف يوميًا.

ممارسة التأمل أو المشي في الطبيعة.

قضاء وقت في أنشطة واقعية غير رقمية مثل القراءة أو الرسم أو الرياضة.

مراقبة المشاعر والعادات دون حكم، لتطوير وعي ذاتي حقيقي.