الثوم… الصيدلية الطبيعية التي لا غنى عنها في كل منزل
لم يعد الثوم مجرد مكوّن يضيف نكهة مميزة لأطباق الطعام، بل أصبح واحدًا من أهم العناصر الطبيعية التي أثبتت فعاليتها في الوقاية من الأمراض وتعزيز المناعة، خاصة بعد التوسع الكبير في الدراسات الطبية الحديثة التي ركزت على فوائده الصحية.
وفي ظل بحث كثيرين عن بدائل طبيعية وآمنة للعلاج، عاد الثوم ليتصدر قائمة “الأطعمة الطبية” التي ينصح بها الخبراء حول العالم.
فيما يلي تستعرض لكم بوابة الفجر الإلكترونية أحدث ما توصل إليه العلم حول فوائد الثوم، وكيف يمكن الاستفادة منه بالشكل الصحيح، إلى جانب التحذيرات المهمة التي يجب الانتباه إليها.
الثوم كنز من مضادات الأكسدة
يتميز الثوم باحتوائه على مركبات كبريتية نشطة، أهمها “الأليسين”، وهو المسؤول الأول عن خصائصه المضادة للالتهابات والبكتيريا.
وتشير دراسات حديثة إلى أن الثوم يحتوي على أكثر من 40 مركبًا من مضادات الأكسدة التي تساعد على حماية الجسم من الجذور الحرة المسببة للأمراض المزمنة.

دور حيوي في تقوية المناعة
من بين أكثر الأسباب التي تدفع الناس لتناول الثوم خاصة في الشتاء هو قدرته الكبيرة على تعزيز المناعة.
ففصّ واحد من الثوم قادر على:
- تحسين استجابة الخلايا المناعية.
- تقليل فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا.
- خفض الالتهابات التي تضعف الجسم.
ولهذا يعتبره كثير من الأطباء “درعًا طبيعيًا ضد الفيروسات.”
الثوم وصحة القلب علاقة أثبتها الدراسات
لم يعد دور الثوم في خفض الكوليسترول مجرد رأي شعبي، بل حقيقة أكّدتها أبحاث علمية موثوقة.
حيث يساعد الثوم على:
- خفض الدهون الضارة في الدم.
- توسيع الأوعية الدموية.
- خفض ضغط الدم المرتفع.
- تحسين الدورة الدموية.
كما أشارت دراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الثوم بانتظام تقل لديهم فرص الإصابة بتصلب الشرايين بنسبة كبيرة.
تنظيم مستويات السكر في الدم
أثبتت الأبحاث أن الثوم قد يساعد مرضى السكري من النوع الثاني من خلال:
- تحسين حساسية الإنسولين.
- خفض مستويات السكر بعد الوجبات.
- تقليل الالتهابات المرتبطة بالسكري.
ورغم فوائده، إلا أنه لا يُستخدم كبديل للدواء، بل كعامل مساعد بعد استشارة الطبيب.
الثوم والجهاز الهضمي فوائد متعددة
يساهم الثوم في دعم صحة الجهاز الهضمي من خلال:
- تعزيز نمو البكتيريا النافعة.
- تقليل الانتفاخات والغازات.
- زيادة كفاءة الهضم.
كما يستخدمه البعض كعلاج منزلي للتخفيف من التهابات القولون الخفيفة.
استخدامات تجميلية مذهلة
قد يندهش البعض من دخول الثوم في روتين العناية بالبشرة والشعر.
إذ يساعد على:
- علاج الحبوب الملتهبة بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا.
- تقوية الشعر وتخفيف تساقطه عند استخدام زيت الثوم المخفف.
- تهدئة التهابات فروة الرأس.
لكن يجب الحذر من وضع الثوم الخام مباشرة على الجلد لأنه قد يسبب تهيجًا شديدًا.
أفضل طرق تناول الثوم للاستفادة القصوى
تختلف فائدة الثوم حسب طريقة تناوله، وأفضل شكل له هو النيء. ولتحقيق أعلى استفادة، ينصح الخبراء بـ:
- فرم الثوم وتركه 10 دقائق قبل تناوله لتنشيط “الأليسين”.
- تناوله على الريق مع كوب ماء.
- وضعه في الزبادي أو السلطات.
- لتجنب الرائحة: تُبتلع الفصوص كاملة دون مضغ.
كما توجد مكملات غذائية من الثوم، لكنها تحتاج لإشراف طبي.
تحذيرات يجب الانتباه إليها
رغم فوائده الكبيرة، إلا أن الثوم لا يناسب الجميع، ومن الضروري تجنّبه أو تقليل كميته في الحالات التالية:
- مرضى قرحة المعدة أو التهاب المعدة الشديد.
- من يعانون من سيولة الدم أو يتناولون مميعات.
- قبل العمليات الجراحية بـ 14 يومًا.
- الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الثوم.
الثوم ليس مجرد طعام
الثوم صيدلية كاملة تحتوي على خصائص علاجية مدهشة، وهو من الأطعمة التي ينصح بها المختصون للوقاية قبل العلاج.
ومع تنوع الطرق الصحية لتناوله، يمكن لأي شخص إدخاله في نظامه اليومي بسهولة.
ومع ذلك، يبقى الاعتدال هو الأساس، فالإكثار منه قد يسبب نتائج عكسية.
في النهاية، يبقى الثوم واحدًا من أكثر الأطعمة الطبيعية قوة وتأثيرًا لصحة الإنسان.







